المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:28 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

مظلومية التهاميين بين الحقيقة والتلاعب بالوعي ..

بمجرد الحديث عن القضية التهامية والمظلومية لتهامة وشعبها وحق تهامة في الاستقلال وإقامة دولة مستقلة، بعد أن استنفدت جميع الحلول ويأس التهاميون من الحصول حتى على أبسط الحقوق وهي المواطنة المتساوية والشراكة في الثروة والسلطة، تتغير لغة الخطابة عند الهضبوويين وترتفع أصواتهم ويصنفون التهامي بكل الصفات السلبية. كل ذلك فقط لأن التهامي يريد أن يعيش بكرامة ويدير أرضه بنفسه وينعم بخيراتها. يتفقون على مظلوميتك عند الحديث عنها، ولكن عندما يحاول التهامي انتزاع حقوقه، يصبح الأمر مختلفًا بالنسبة لهم لأن التهامي ليس له حق بل هو تابع فقط.

تختفي تلك الكلمات الحقوقية والعاطفية والتضامنية والمساندة ببساطة لأنهم يريدون من التهامي أن يظل مسلوب الحق والحقوق، عاملاً في أرضه التي نهبوها، وبالفتات يعمل بينما خير تلك الأرض لهم. يريدون التهامي جاهلاً بلا تاريخ ولا هوية، يريدون التهامي أن يظل متسولاً، يطالب بحاجته وليس بحقوقه. وعندما يقدمون بعضًا من تلك الحقوق يعتبرونها منحة وهبة ومكرمة، حتى لو كانت من جهات خارجية.

تعرفون ما الذي يزعج "الهضبة" وأدواتها؟ هو وعي التهامي وصحوة التهامي وندية التهامي، لأنها تعتبر ذلك تدميرًا لحلمهم ومشاريعهم وتسلطهم. وبمجرد أن يملك التهامي الوعي ومعرفة حقه وحقوقه يتحول إلى عدو. ودائمًا ما كانت "الهضبة" تتعامل وتعمل على تصدير الشخصيات التهامية التي تثق في ولائها وتعرف أنها لن تخرج عن المخطط المرسوم لها.

موقف بسيط: عندما اختلف الشيخ شعيب الفاشق، شيخ مشايخ تهامة، مع "الهضبة" وبدأ يتعامل معهم بندية، تحول إلى عدو أول لهم. ويعرف جميع التهاميين كيف حاولت "الهضبة" تشويه صورته في الداخل التهامي وما حدث يعرف جميع التهاميين تفاصيله.

الشاهد في ذلك، عندما أدركت "الهضبة" أن الوضع تغير وأن التهامي في طريقه لانتزاع حقوقه والتخلص من جلاده، وجهت ضربة استباقية ونجحت في ذلك إلى حد كبير عبر التلاعب بالصورة التهامية وإظهار التهامي بذلك الضعيف العاجز، وحققت هدفين في وقت واحد عبر "قصة درامية صدرتها للإعلام":

الأول: تحميل مظلومية التهاميين لرموزها وشيوخها وأنهم هم من يمارس التجهيل والظلم على أبناء جلدتهم.
الثاني: أحدثت شرخًا بين النسيج الاجتماعي التهامي وخلقت عدم ثقة، ونقلت صورة سلبية عن الشخصيات التهامية والتي كان من المفترض أن تكون في واجهة المشهد في الوقت الحالي من أجل أن تلتف حولها القواعد التهامية، كما هو حاصل في الجنوب وفي حضرموت وحتى في مناطق "الهضبة".

والمؤسف فعلاً أن تلك الرموز والهامات التهامية والنخب وقعت في الفخ وتوارت عن الأنظار وفقدت الثقة في نفسها ومجتمعها. فالحر منهم انعزل عن العمل السياسي والنضال، والتابع تحول إلى مشرع لوجود "الهضبة"، محافظًا على مصالحه الشخصية.