اليمن بين الإمامة والجمهورية.. أحدهما يجب أن يخرج من الصورة!
العقلية التي تحمل فكراً باطنياً تجبرك على قراءتها قراءة مغايرة، فحسين العزي وهو الوزير الفعلي للخارجية الحوثية، لا يتصف بالحصافة واللياقة الدبلوماسية، بل هو كتلة فجاجة تعكس ثقافة الكهف حيث العنجهية المتخلفة،والعصبية الجاهلية والمولاة لسيده، هذا العزي حين يتحدث عن مايسميه "حرماننا من ثرواتنا" فهو لا يعني حرمان الشعب بل حرمان فئة السادة، من نهب كحق إلهي كل ماهو فوق وباطن الأرض، من زرع وضرع وخيرات وتجارة وثروات.
جديد هذا العزي -ليس كفرد يمكن تسخيفه بكل بساطه-، تصريحه على خلفية سك العملة بعدم حاجته للجمهورية، حد القول إننا في زمن جمهورية أبو جبريل في إشارة لقائد القطيع، الحوثي عبدالملك.
هؤلاء لا يمرحلون أهدافهم، لا يوارون سوءات نواياهم، هم يحرقون المراحل ويحثون السير نحو غايتهم القصوى وهدفهم الأخير: وأد ما بقي من فكر الجمهورية وتصفية حسابات التاريخ معها، وإعادة إنتاج الإمامة غير المحدثة وبأبشع صورها.
قريب يوم قادم بلا شك، ستُطبع عملة أخرى لا تكتفي بصورة قصر الإمام يحي في واجهتها، بل ستحمل سحنته الكئيبة رفقة بدر الدين، وتتوزع باقي فئات سك النقد بين وجوه سلالة الحوثي الكالحة.
نحن أمام خيارات لا يمكن خلطها أو التعايش معها تحت سقف رؤية واحدة، لقد تكشفت التوجهات وتحددت المسارات، بين الإمامة والجمهورية، بين الفئة المغتصبة للحكم وبين كل الشعب، بين الاثنين لا تعايش ولا قاسم مشترك، أحدهما يجب أن يخرج من الصورة، وفي هذه الحالة قطعاً ليس الشعب.