الأحد 8 ديسمبر 2024 09:31 مـ 7 جمادى آخر 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

من سينتصر اذا اندلعت الحرب بين الانتقالي والحوثيين؟

السبت 30 مارس 2024 11:28 مـ 21 رمضان 1445 هـ

طبول الحرب التي بدأت أجراسها المشؤومة تقرع، لمواجهة مسلحة بين جماعة الحوثي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، أفسدت على اليمنيين جميع أفراحهم الجسدية والروحية ، فبعد ان كانوا يمنون النفس بعيد فطر سعيد ، مع عائلاتهم وانفسهم ، وبعد ان كثر الحديث عن خارطة طريق يتم تنفيذها على أرض الواقع لتحقيق السلام الدائم في اليمن ، وبرعاية مباشرة من المجتمع الدولي وعلى رأسهم " الأمم المتحدة " ،ولكن يا فرحة ما تمت، فقد بدأت تحوم على رؤوس اليمنيين نذر حرب ضروس ستأكل الأخضر واليابس، ولن يسلم منها أحد ، وستسيل دماء يمنية طاهرة وزكية من ابناء الشمال والجنوب ، وسيكون الشعب اليمني العظيم هو الخاسر الأكبر في هذه الحرب التي ما أنزل الله بها من سلطان.

فهل كتب الشقاء الدائم ، والويل والثبور وعظائم الأمور على أبناء اليمن السعيد، هل كتب عليهم ان يستمروا في الحروب وإراقة الدماء، ألا يحق لهم ان يلتقطوا أنفاسهم ،ويعيشون بأمن وأمان وسلام كبقية أهل الأرض على هذا الكوكب؟

نتلمس نذر هذه الحرب المشؤومة، التي بدأت بمناوشات كلامية ،وتصريحات نارية، من قبل رئيس المجلس الانتقالي "عيدروس الزبيدي " الذي توعد فيها من وصفهم بـ"المتحوثين الجنوبيين الذين تدربوا في صنعاء وعادوا إلى الجنوب، وقال "يجب التعامل معهم بلا رحمة، وكل واحد يبدأ باللي جنبه بأخوه بابن عمه، ولا تتعاطفوا معاهم" ، ليرد عليه عضو المكتب السياسي "محمد البخيتي"، إن "دعوة عيدروس الزبيدي لقتل كل من يشتبه به الانتماء للحوثيين في المحافظات الجنوبية تذكرني بدعوة حسين الاحمر لإهدار دمهم في حاشد" وأضاف القيادي في المليشيات الحوثية أن "عيدروس سيفشل في فرض وصايته على الجنوبيين لانهم رجال ولن يقبلوا بوصاية احد".

هذه التصريحات ، أضاعت الوسام الرائع لليمنيين ، الذي منحه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين وصفهم بأنهم أهل حكمة وإيمان ، كما انها أفقدتهم الأمل في العيش بسلام وأمان وطمأنينة ، مثلهم مثل بقية الشعوب ،وجعلتهم يضربون أخماس في أسداس ،ويدركون انه لا يوجد أي طرف يهتم لمعيشتهم وحياتهم ، وجميع من يقاتل او يحارب ويوجه السلاح لقتل أخوه أو صديقه ، لديه هدف واحد هو السيطرة على السلطة والتحكم برقاب الناس وسرقة الثروات ، دون التفكير بتحسين أحوال المعيشة للشعب اليمني العظيم .

وعلى كل قادة الحوثي ، أن يدركوا أن قادة وأبناء الجنوب، هم وحدويون حتى النخاع ،وان الوحدة تسري في دمائهم، ولكن ما دفعهم للرغبة في الانفصال واستعادة دولتهم ، هو الأسلوب الهمجي ،والتعامل من قبل قادة الشمال البلاطجة الذين لا يأبهون لشيء باستثناء البحث عن خيرات الجنوب وسرقتها، وترك أبناء الجنوب يعانون الأمرين.

أيضا على رئيس المجلس الانتقالي " عيدروس الزبيدي" وكل قادة المجلس ، ان يدركوا تماما إن استعادة الدولة لا تتم بهذه الطريقة ، فالمجتمع الدولي في الوقت الراهن يتعامل مع الجمهورية اليمنية كدولة واحدة منذ العام1990، وإعلان الانفصال في هذا التوقيت سيجعلهم يظهرون بمظهر التمرد، وبالتالي لن يجدوا الدعم الدولي الذي يأملون في الحصول عليه، لتحقيق هدفهم بدولة مستقلة في الجنوب.

هناك أمر آخر على الزبيدي وقادة المجلس أن يفكروا فيه مليا ، فهناك أطراف كثيرة داخل الجنوب يكنون العداء للمجلس الانتقالي، ويعارضون بقوة توجهاته ، فلبداء المجلس بترميم البيت الداخلي، وبعد ذلك يفكر باستعادة دولته بالطريقة التي يراها مناسبة .

وختاما فإن يقيني وقناعاتي التامة ، هو أن من يريد ان يكسب القلوب والعقول، أن يلتفت لحياة اليمنيين وتحسين معيشتهم ، وأنا أيضا على يقين تام بأنه لن يكون هناك فائز ولا خاسر في هذه الحرب الملعونة ، التي اسأل الله ان لا تندلع ،لأن هناك أمر واحد مؤكد ،وهو إن الخاسر الأكبر من الحرب هو كل أبناء الشعب اليمني العظيم شمالا وجنوبا.

موضوعات متعلقة