”العشر من ذي الحجة: طريقك إلى رضا الرحمن في افضل أيام السنة”
استقبلت الأمة الإسلامية اليوم العشر من ذي الحجة، التي تعد أفضل أيام السنة الهجرية.
ومع بداية شهر ذي الحجة، يتزايد اهتمام المسلمين بمطالعة كتب السنة النبوية الشريفة، بحثًا عن الأحاديث التي تبرز فضل هذه الأيام واغتنام نفحاتها، اقتداءً بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فضل العشر من ذي الحجة في السنة النبوية
تحفل السنة النبوية المطهرة بالعديد من الأحاديث التي تناولت فضل العشر من ذي الحجة. بين هذه الأحاديث، هناك الصحيح المتفق عليه بين علماء الأمة، وأخرى ضعيفة لا يُعتمد عليها في إثبات الشرع والأحكام الفقهية.
أشهر الأحاديث الصحيحة عن العشر من ذي الحجة
من أشهر الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل العشر من ذي الحجة، ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني: أيام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" (رواه البخاري).
فضل صوم يوم عرفة
من الأعمال المستحبة خلال العشر من ذي الحجة، صيام يوم عرفة. روى أبو قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (رواه مسلم). يُستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، ويكفر صومه سنتين: سنة ماضية وسنة مقبلة كما ورد في الحديث.
الأحاديث الضعيفة عن العشر من ذي الحجة
تنتشر بين الناس بعض الأحاديث الضعيفة المتعلقة بفضل العشر من ذي الحجة، والتي يُحذر العلماء من الاعتماد عليها.
من هذه الأحاديث:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر" (رواه الترمذي وابن ماجة والبيهقي).
- حديث حفصة رضي الله عنها قالت: "خمس لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعهن: صيام يوم عاشوراء، وعشر من ذي الحجة، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الفجر" (رواه أحمد والنسائي).
بهذا الاستعداد والوعي بفضل هذه الأيام، يستقبل المسلمون العشر من ذي الحجة بتفانٍ واجتهاد في الأعمال الصالحة، سعيًا لنيل رضا الله واغتنام فضله وبركاته.