قصة سقوط أول قتيل في الرياض بصواريخ الحوثيين وتأثير ذلك في الداخل السعودي
كان خطاب جمال (27 عاما) نائما ليل الأحد في منزل يستأجره مع 15 غيره من عمال البناء المصريين في شرق الرياض عندما أيقظه دوي انفجارات.
وأحدث صاروخ باليستي أطلقته حركة الحوثي اليمنية فتحة كبيرة في سقف منزلهم المطلي باللون الأخضر ليمتلئ المكان بالدخان والحطام. وهرع هو وآخرون للخارج لكنهم أدركوا أن أحد رفقائهم في السكن ليس معهم.
وقتل عبد المطلب علي (38 عاما) الذي كان نائما على فراش أزرق على الأرض إلى جانب ثلاثة آخرين عندما سقط عليه حطام السقف على أثر سقوط الصاروخ قبل منتصف ليل الأحد.
وبذلك يصبح علي أول شخص يلقى حتفه في العاصمة السعودية نتيجة الحملة التي يشنها التحالف بقيادة السعودية منذ ثلاثة أعوام ضد الحوثيين وحلفائهم، وهي حرب أزهقت بالفعل أرواح ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص في اليمن وتركت زهاء 22 مليونا في حاجة للإغاثة الإنسانية.
وأبلغ جلال رويترز في الصباح التالي أن ثلاثة من زملاء علي في الغرفة، وأحدهم شقيقه، أصيبوا في الهجوم.
وقال جلال ”عبد المطلب بقى له 3 سنين ما روح ولا شاف عياله ولا شاف حد من عياله. 3 سنين وهو موجود هنا وكان مروح مالهوش شهر كان عايز يروح يصوم رمضان معاهم... تبقى قاعد مع واحد واكلين شاربين وفي لحظة تصحى تلاقيه مات ..فجأة مات“.
وقال التحالف في بيان إن القوات السعودية اعترضت ثلاثة صواريخ فوق شمال شرق الرياض في وقت متأخر من مساء الأحد وكذلك أربعة أخرى أطلقت بالتزامن على مدن نجران وجيزان وخميس مشيط في جنوب المملكة.
ومثلت الهجمات التي تزامنت مع حلول الذكرى الثالثة للتدخل الذي قادته السعودية في اليمن تصعيدا حادا في الصراع وقضت على إحساس بالهدوء في مدينة لم تشعر مطلقا بالحرب حتى شهور قليلة مضت.
* نوع جديد من الخوف
تشبثت السعودية هيلة زايد (27 عاما) بابنها الرضيع في خوف عندما سمعت دوي الانفجارات. وشعرت بالسيارة التي كان زوجها يقودها تهتز.
وقالت ”أنا حاسة بأمن وأمان بس أول مرة يجيني شعور الخوف اللي بيحسوه الناس في الحرب... يارب يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان“.
ومن جانبه شن التحالف الذي تقوده السعودية آلاف الضربات الجوية في اليمن منذ بدء عملياته بعدما انتزع الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على العاصمة صنعاء.
وهيمن على تويتر يوم الاثنين نقاش بشأن الهجوم الصاروخي إذ تصدرت مناشدات بإبقاء السعودية آمنة وتعاز في مقتل علي قائمة الوسوم الرائجة في المملكة.
وحثت عدة شخصيات سعودية بارزة، منها كتاب صحفيون ورجال دين وأعضاء في مجلس الشورى الناس على عدم تبادل التسجيلات المصورة وصور الهجوم، قائلين إنها تعزز دعاية الحوثيين.
وفي متاجر التسوق والمقاهي والمحال في أنحاء الرياض تعاطى السعوديون مع التصعيد كل بطريقته.
فالتصعيد لم يكن مفزعا لعبد الرحمن الساري الذي يعيش في الرياض لكنه ينحدر من منطقة نجران الجنوبية التي كثيرا ما يستهدفها قصف الحوثيين.
وقال ”بالنسبة لي أنا شخصيا كان الأمر طبيعي متعودين على الوضع“.
وخرج آخرون من هذه التجربة وقد صاروا أكثر تحديا.
وقال فهد مطر الشلاحي ”“إحساسي إني ودي آخد الرشاش والبس البدلة (العسكرية) وأروح مع جنودنا البواسل على الحدود. لو يعطوني أمر أروح أشارك هكون أول المتواجدين ..أرواحنا كلها فداء للوطن...كلنا نتمنى الشهادة.“