الحوثيون يسرقون براءة الأطفال: من أيتام إلى مقاتلين
تواصل مليشيا الحوثي استغلال معاناة الأيتام في اليمن، حيث زجّت بنحو 950 يتيماً من العاصمة صنعاء في معسكراتها الصيفية للتعبئة العسكرية وتلقين الأفكار ذات المنحى الطائفي، ضمن حملات تجنيد واسعة تستهدف فئات المجتمع كافة في المناطق الخاضعة لها.
وفقًا للتفاصيل، تم إلحاق 750 يتيماً من دار رعاية الأيتام في صنعاء، و120 يتيماً من مؤسسة اليتيم، بالإضافة إلى بقية الأيتام من دور رعاية أخرى في المدينة، بمعسكرات التعبئة. يهدف الحوثيون من خلال هذه المعسكرات إلى الزجّ بالأيتام في جبهات القتال، مستغلين بؤسهم وحرمانهم من أبسط الحقوق.
جاء هذا التوجه ترجمة لمخرجات اجتماع عُقِد بصنعاء، ضم القيادي خالد المداني، المشرف المباشر على العاصمة، وأحمد الخزان، المعين مديراً لدار رعاية الأيتام، وقيادات حوثية أخرى.
أكد عاملون في دار الأيتام بصنعاء أن الجماعة ضمت منذ مطلع العام الحالي أكثر من 60 يتيماً من الدار للقتال، منهم من عاد جثة هامدة، وآخرون يعانون من إعاقات جراء تعرضهم لإصابات، بينما البعض الآخر لا يزال يرابط في الجبهات.
يعاني منتسبو دار رعاية الأيتام من الطلبة والكادر التعليمي من حالة تدهور غير مسبوقة، بسبب العبث والإهمال وسرقة الجماعة للميزانية التشغيلية والرواتب، واستهداف مئات الأيتام والعاملين عبر دورات تعبوية.
أقرّ أحمد الخزان، المُعين من قِبل الجماعة الحوثية مديراً لدار رعاية الأيتام، بوجود تراجع في الكادر التعليمي، واعترف بوجود صعوبات عدة يواجهها ما تبقى من الكادر التعليمي، لدرجة أن بعضهم لا يجد حتى قيمة المواصلات للحضور لتدريس الطلبة.
أدى الانقلاب والحرب المستمرة منذ تسع سنوات إلى مضاعفة عدد الأيتام ومعاناتهم، خصوصاً في المناطق الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين، الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى ترك المدرسة والبحث عن عمل لكسب المال وتوفير لقمة العيش.
عبّر مختصون اجتماعيون في صنعاء عن أسفهم لاستهداف الحوثيين للأيتام بأنشطة تعبوية تمهيداً لإلحاق أعداد جديدة منهم بجبهات القتال.
وتعرضت مؤسسة اليتيم التنموية ودور أيتام أخرى في صنعاء ومدن أخرى لأعمال تعسف حوثية واعتداءات وعمليات نهب واستغلال للمئات من طلبتها وموظفيها.
وأشارت تقارير محلية يمنية إلى خطف الجماعة في أحد الأعوام الماضية أكثر من 200 طالب من دار الأيتام في صنعاء وزجّت بهم إلى جبهات مأرب وتعز والضالع والساحل الغربي.
كما ذكرت التقارير أن الحوثيين جنّدوا في الفترة من 2014 وحتى ديسمبر 2018، أكثر من 28 ألف يتيم، مؤكدة أن نحو 90 طفلاً من هؤلاء الصغار قضوا في جبهات القتال التابعة للجماعة