الألق اليمني في الإنتخابات الأمريكية
موقف العمدة اليمني أمير غالب يشكل لحظة سياسية فارقة، تعكس بروز شخصية سياسية تتمتع بقدرة ناضجة على فهم المشهد واستشراف أبعاده. للمرة الأولى منذ زمن، يبرز الصوت اليمني في الساحة السياسية بوضوح، ويمتلك ثقلاً يتجاوز الجدل الداخلي ليصل إلى دائرة التأثير الأوسع. بغض النظر عن تباين الآراء حوله، فقد استحوذ هذا الصوت على اهتمام الإعلام وفتح آفاقًا جديدة للنقاش حول دور وتأثير الصوت العربي في الحياة السياسية، ليس فقط في صناديق الاقتراع، ولكن أيضًا في صياغة ملامح المرحلة المقبلة.
السياسة ليست مجرد أداة لتحقيق المصالح، بل تتطلب فهمًا عميقًا واستراتيجية بعيدة النظر، وهي دعوة لليمنيين لتوحيد رؤيتهم وتحويل قوتهم إلى كتلة سياسية مؤثرة تعتمد على المصالح المشتركة. للأسف، كان الخطاب اليمني في السنوات الماضية يطغى عليه الحديث عن الشكليات والتنافس على الأقدمية بدلاً من الانشغال بالتحديات السياسية الحقيقية التي تتطلب الوعي والذكاء في إدارة المتغيرات.
نتطلع أن تعيد هذه الانتخابات الألق لصوت الجالية اليمنية، وأن تفتح المجال لحوار بنّاء غير مشروط، يقود إلى تأسيس مؤسسات تملك الوزن والتأثير السياسي الفعلي. أنا فخور بهذا الحراك الذي طالما تمنيت رؤيته، وقد بدأ يظهر كمولود جديد يحتاج إلى رعاية وتغذية مستمرة من خلال النقاش والتخطيط المؤسسي، ليكون صلبًا قادرًا على التأثير الحقيقي في الحياة السياسية.
على اليمنيين في الخارج، المحرومين من أجواء الديمقراطية، أن يتركوا لليمنيين الأمريكيين حرية الخيار في تحديد مساراتهم السياسية. واليوم، على اليمنيين في أمريكا أن يباشروا شق طريقهم نحو بناء مؤسسات سياسية تمتاز بالنضج والوعي، بجانب مؤسساتهم التعليمية والدينية، لتصبح قوة مؤثرة تساهم في بناء المستقبل.