ترامب يطيح بمستشاره للأمن القومي بعد فضيحة تسريبات خطة العملية ضد الحوثيين باليمن

في خطوة تشكل أول تعديل جوهري في دائرة صنع القرار داخل البيت الأبيض منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن مستشار الأمن القومي مايك والتز ونائبه أليكس وونغ سيغادران منصبيهما اليوم الخميس، في إطار إعادة هيكلة وصفتها مصادر مطلعة بـ"المتصاعدة منذ أسابيع".
وأكدت شبكة "فوكس نيوز" و"سي بي إس" أن قرار الإقالة جاء بتوجيه مباشر من الرئيس ترامب، ومن المنتظر أن يعلن عنه بنفسه خلال الساعات المقبلة، في وقت تشير فيه تسريبات إلى احتمالية مغادرة مسؤولين آخرين من طاقم الأمن القومي.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من الجدل الذي أحاط بوظيفة والتز، لا سيما منذ مارس الماضي، حين كشف الصحفي جيفري غولدبرغ من "ذا أتلانتيك" عن إضافة اسمه بالخطأ إلى مجموعة محادثة مشفرة عبر تطبيق "سيغنال"، تضمنت نقاشات بين كبار مسؤولي الأمن القومي حول خطط ضربات عسكرية ضد أهداف حوثية في اليمن.
ورغم أن غولدبرغ امتنع بداية عن نشر تفاصيل العمليات، إلا أنه عاد لاحقًا ونشر صورًا من المحادثات بعد نفي كبار مسؤولي الإدارة – ومنهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف – مشاركة أي معلومات سرية. تضمنت الصور توقيت الضربات وحزم الأسلحة المستخدمة، ما أثار جدلاً واسعاً حول تسريبات حساسة.
ورغم اعتراف والتز بصحة تلك المحادثات، لم يُطلب منه الاستقالة حينها، بل نال دعماً علنياً من ترامب الذي وصفه بأنه "رجل صالح" و"تعلّم درساً". لكن مصادر في "وول ستريت جورنال" و"بوليتيكو" أفادت بأن الرئيس الأميركي بدأ منذ أيام يتجه نحو حسم مسألة رحيله، وسط ضغوط من فريقه الأمني ومستشاريه.
وكشفت تقارير أخرى أن والتز واجه صعوبات في إيصال أولويات ترامب في ملفات مثل أوكرانيا وإيران، كما دخل في خلافات مع مسؤولين بارزين داخل البيت الأبيض، ما أدى إلى تآكل نفوذه خلال الأسابيع الماضية.
وبينما لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض حتى الآن، ذكرت "رويترز" و"سي إن إن" أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يُعد أبرز المرشحين لخلافة والتز، رغم أن مصادر مقربة منه أشارت إلى "عدم رغبته" في تولي المنصب، إلا إذا طلب الرئيس ترامب ذلك شخصياً.