النفحات والسنن في يوم عرفة: دلالات وأفضل الأعمال
يحرص المسلمون على اغتنام فضل وثواب صيامه؛ لا سيما أن الله عز وجل اختص الأعمال الصالحة فيه وصيامه بأجر عظيم؛ فصيامه يكفر للمسلم ذنوب سنة قبله وسنة بعده، وفي إطار حرصنا على تلبية ما يهتم به القراء، يقدم لكم "المشهد اليمني" نفحات وسنن يوم عرفة وفضل صيامه.
أفضل الأعمال في يوم عرفة
أن من أفضل الأعمال يوم عرفة المحافظة على الصلاة في جماعة والتبكير إليها والإكثار من النوافل، فضلا عن الإكثار من الدعاء منه: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، فقد ورد عن النبي الكريم في حديثه الشريف: «خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ»، فضلا عن الاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإكثار من شهادة التوحيد.
سنن يوم عرفة
من بين أفضل أعمال يوم عرفة حفظ الجوارح عن المحرمات، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للفضل ابن عباس يوم عرفة «يا ابن أخي هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له»، رواه أحمد بسند صحيح، وزاد البيهقي من «حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة».
فضل صيام يوم عرفة
أن يوم عرفة له فضل عظيم، وقد وردت أحاديث عدة تبيّن هذا الفضل؛ ففي "صحيح مسلم" عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».
ومعنى الحديث أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية، ويَحُول بين صائمه وبين الذنوب في السنة الآتية بإذن الله.
حكم صيام يوم عرفة
أن صوم يوم عرفة مستحب لغير الحاجِّ، ويكره صيامه للحاجِّ إن كان يضعفه الصومُ عن الوقوف والدعاء؛ جاء في "تحفة الفقهاء" للعلامة السمرقندي (1/ 343، ط. دار الكتب العلمية): [وَأما صَوْم يَوْم عَرَفَة فِي حق الْحَاج: فَإِن كَانَ يُضعفهُ عَن الْوُقُوف بِعَرَفَة ويخل بالدعوات فَإِن الْمُسْتَحبَّ لَهُ أَن يتْرك الصَّوْم؛ لِأَن صَوْم يَوْم عَرَفَة يُوجد فِي غير هَذِه السَّنة، فَأَما الْوُقُوف بِعَرَفَة فَيكون فِي حق عَامَّة النَّاس فِي سنة وَاحِدَة، وَأما إِذا كَانَ لَا يُخَالف الضعْف فَلَا بَأْس بِهِ، وَأما فِي حق غير الْحَاج فَهُوَ مُسْتَحبٌّ؛ لِأَن لَهُ فَضِيلَة على عَامَّة الْأَيَّام] اهـ.