”نهب ممنهج وتدمير متعمد”: عصابة حوثية تابعة لفارس مناع تعتدي على معبد ومواقع أثرية في إب
تتعرض المواقع الأثرية في محافظة إب اليمنية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، لاعتداءات ممنهجة وعمليات نهب وتخريب واسعة النطاق.
ففي مديرية النادرة، تقوم عصابة حوثية تابعة للقيادي "فارس مناع" بنبش ونهب معبد أثري ومواقع تاريخية بجبل العود، مستغلة صمت وتواطؤ السلطات المحلية.
وتشمل هذه المواقع معبدًا دينيًا يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد، يعتبر فرعًا لمعبد "المقه" الرئيسي في مأرب، والذي عثر فيه على قطع أثرية وتحف نادرة.
كما طالت الاعتداءات مواقع أثرية أخرى شرقي مدينة إب، حيث قامت عناصر حوثية سلالية مقربة من زعيم المليشيا بالتنقيب عن الآثار في جبل عصام تحت حماية عسكرية.
ويعود تاريخ هذه المواقع إلى العصر الحميري، وقد تعرضت للنهب والسرقة عام 2022 من قبل عائلات موالية للحوثيين، حيث تم نبش معظم المواقع التاريخية وسرقة قطع ذهبية وتماثيل قديمة.
وبحسب إحصائيات حكومية، قامت مليشيا الحوثي بتهريب وبيع ما يزيد عن 15 ألف مخطوطة يمنية نادرة ومئات القطع الأثرية، بقيمة إجمالية تقدر بملايين الدولارات، لتشكل مصدر تمويل مهم لقيادات المليشيا.
أمام هذا الوضع الكارثي، ناشد ناشطون يمنيون وعاملون في مجال الآثار المنظمات الدولية المعنية بالتراث الثقافي، مثل اليونسكو والمجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية (ICOMOS) ومنظمة مدن التراث العالمي (OWHC) والمجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، للتدخل والضغط على مليشيا الحوثي لوقف عمليات النهب والتدمير الممنهج للتراث الثقافي اليمني.
كما طالبوا الحكومة اليمنية والجهات الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة، باتخاذ خطوات ملموسة لحماية الآثار اليمنية ومنع تهريبها، وحمّلوها مسؤولية استمرار العبث والنهب.
وتشهد المواقع الأثرية في محافظة إب وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ بدء الحرب اعتداءات متكررة وحفريات عشوائية من قبل عصابات مرتبطة بالحوثيين، تبحث عن الكنوز لتهريبها وبيعها في المزادات العالمية.
إن استمرار هذه الممارسات المدمرة يشكل تهديدًا خطيرًا للتراث الثقافي اليمني العريق، ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لوقفها وحماية هذا الإرث الإنساني الثمين.