ضرورة انتزاع الحق للتهاميين استقلال تهامة وتحرير مصيرها
تواجه تهامة تحديات كبيرة تتطلب التصدي لها بحزم وعزم. لا يمكن تحقيق الاستقلال وتحقيق حقوق التهاميين إلا من خلال تبني نهج واقعي وتحرك فعال وهذا ما يجب العمل عليه وأن يغادر التهاميين مربع الانتظار الذي يسيطر عليه العواطف والتسويف، لأن الحق في تحديد المصير لتهامة سيظل بعيدًا عن تأثيرات الأحاسيس السياسية. وإن القرارات السياسية يجب أن تكون مبنية على المنطق والعقل والمصلحة العامة، بعيدًا عن التلاعب بمشاعر الناس وهذا ما يجب أن يعرفه رعاة العملية السياسية في الملف اليمني فتهامة ليست ملحقة بل حق تقرير مصيرها يجب أن يكون ضمن الأولويات.
إن القيادات التهامية مطالبة بتغيير الواقع السياسي والدبلوماسي لتهامة، بدلاً من الاستسلام لتدبيرات القوى الحزبية التي تسعى للسيطرة على مصير التهاميين. ويجب على القيادات أن تتحدى هذه القوى وتسعى لتحقيق الاستقلالية السياسية والتحرر من الوصاية الحزبية والوعود الخارجية المبنية على مراعاة التوازنات الداخلية بحسب المصالح والمزاج النخبوي بشكل عام.
وهذا الأمر يحتاج التحرك بسرعة وقوة لقلب الطاولة على القوى الحزبية التي تسعى للاستيلاء على مصير تهامة من خلال فتح قنوات تواصل مباشرة وغير متوقعة مع صناع القرار العالمي فمصالح تلك الدول مع التهاميين أهل الأرض ( السكان الأصليين ) وليس مع القوى الحزبية والوكلاء المحليين وعندما يكون هناك لغة قوية وجريئة سيتجاوب العالم لرغبة أهل الأرض.
المتغيرات الدولية والمزاج الجيوسياسي وفي ظل التحولات السياسية في المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام، تتطلب الأوضاع الجديدة من رعاة الملف اليمني التفكير بجدية في تلبية رغبات التهاميين وفهم مصالحهم الحقيقية لقد حان الوقت للتعامل مع التهاميين كشركاء في بناء مستقبلهم وشركاء في أمن المنطقة والبحر الأحمر، وليس عن طريق وكلاء يعتبرون أنفسهم وصاة على تهامة.
لقد أظهرت التجارب السابقة أن الوعود والتطمينات بشأن تحقيق حقوق التهاميين لم تكن سوى كلمات فارغة. وإن التهاميين كانت مطالبهم بتحقيق العدالة والمساواة، ولم تتحقق وقد تجاوز التهاميون ذلك المطلب وأصبح من حق التهاميين تقرير مصيرهم عبر استقلال كامل فتحقيق الاستقلال والعودة إلى ما قبل عام 1919 ليس مجرد خيال، بل هو واقع يمكن تحقيقه من خلال التصميم والإرادة السياسية والتي هي معروفة عن التهاميين والتاريخ ليس بعيد.
يجب على السياسيين التهامين من الآن فصاعداً ان يكون الخطاب مختلف وان تطرق كل الابواب ويبنى الخطاب على هذا النهج، حيث يعتبر تحقيق حقوق التهاميين أمرًا ضروريًا لا يمكن التنازل عنه ويجب أن تكون المصالح مع التهاميين مبنية على الشراكة والاحترام المتبادل، بدلاً من الهيمنة والتسلط.
لنكون واضحين مع الداخل والخارج لم يعد الوقت للتسويف أو الاستهانة بحقوق التهاميين مقبول . إنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع العالمي ويجب أن يتمتعوا بحقوقهم بالكامل كمواطنين في وطنهم تهامة بكل حرية واستقلال . وإذا أراد راعي العملية السياسية الرضى العام والاستقرار، فعليه أن يبدأ في تلبية مطالب التهاميين بشكل جدي وفوري، هذا إذا كان حقًا يريد حلًا دائمًا ومستدامًا.
لقد حان الوقت لتحقيق الحلم بالاستقلال تهامة، وهو حلم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العمل المشترك والتضحيات اللازمة. من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل، فاستقلال تهامة ليس مجرد شعار، بل هو ضرورة وطنية تتطلب تحركًا فوريًا لتحقيقها. وتأسيس تهامة حرة ومستقلة.