الإثنين 9 ديسمبر 2024 07:34 مـ 8 جمادى آخر 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

خلافات حادة تعصف بقادة الاحتلال وفوضى عارمة في شوارع تل أبيب تهز إسرائيل وحكومة نتنياهو تترنح

الأحد 17 مارس 2024 01:37 صـ 8 رمضان 1445 هـ

هدد الوزير الإسرائيلي غدعون ساعر -السبت- بالانسحاب من الحكومة إذا لم ينضم إلى مجلس الحرب، متهما الحكومة بعدم امتلاكها خطة واضحة لتدمير قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

وقال ساعر إن "مجلس الحرب مقصر في عمله. نبتعد عن تحقيق النصر يوما بعد آخر" مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية الجارية في غزة "لا تسير في الاتجاه الصحيح ودخلت مرحلة التباطؤ".

والثلاثاء الماضي، أعلن ساعر فض شراكته السياسية مع الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس وحل "تحالف معسكر الدولة" داعيا إلى الانضمام لمجلس الحرب ككتلة مستقلة.

وكان ساعر زعيم حزب "أمل جديد" قد انضم لتحالف معسكر الدولة بقيادة بيني غانتس -الذي يتزعم حزب "أزرق أبيض"- في جولات الانتخابات الأخيرة، وكان من أشد الداعين لعزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ضوء ما يلاحقه من ملفات فساد.

وقال ساعر في مؤتمر لناشطي حزبه في تل أبيب "أحترم صديقيّ ممثلي معسكر الدولة في مجلس الحرب (غانتس وغادي آيزنكوت) لكنهما للأسف لا يعبران عن المواقف التي كنت سأطرحها هناك".

وسبق أن قال ساعر إن نتنياهو يتحمل المسؤولية الرئيسية عن "الفشل". ونقلت صحيفة معاريف عنه قوله إن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق ما سماه أهداف الحرب في غزة.

وتسود المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلييْن خلافات متصاعدة تهدد بحل الحكومة وتدعو للتوجه نحو انتخابات مبكرة، في أعقاب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إثر عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غزة ضد إسرائيل، ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين والمسجد الأقصى.

آلاف الإسرائيليين يغلقون شارعا بتل أبيب ويطالبون بتنحية نتنياهو

أفادت مراسلة الجزيرة بأن متظاهرين غاضبين أغلقوا السبت شارع "أيالون" الرئيسي في تل أبيب، وأشعلوا حرائق أمام وزارة الدفاع، وهددوا "بإحراق الدولة إن تطلب الأمر"، في حين ينتظر أن يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي الليلة أو الأحد لبحث صفقة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وخرجت مظاهرات عدة في حيفا وتل أبيب والقدس المحتلة تطالب بإبرام صفقة تبادل، كما تجمّع متظاهرون أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية، وطالبوا بإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتوجه لانتخابات مبكرة.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه صحيفة يديعوت أحرونوت إن مجلس الحرب سينعقد ليلة السبت أو ليلة الأحد لبحث صفقة محتملة، وذلك في ظل تقارير عن وصول مسؤولين إسرائيلين إلى قطر لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة بعد أن قدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اقتراحا لقي ترحيبا.

ودأب آلاف الإسرائيليين في أوقات سابقة على تنظيم مظاهرات متكررة للضغط من أجل إبرام صفقة جديدة للإفراج عن الأسرى المحتجزين، والمطالبة بتنحي حكومة نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة، وتخلل المظاهرات اعتقال الشرطة محتجين أمام منزل نتنياهو.

وسبق أن قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- إن حكومة الاحتلال تستخدم الخداع والمراوغة في التفاوض وتتسم بالتخبط والارتباك، مؤكدا أن أولوية المقاومة القصوى لإنجاز تبادل أسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان بشكل كامل وما يترتب عليه من انسحاب قوات الاحتلال وعودة النازحين وإعادة الإعمار.

غالانت يعقد جلسة بديلة لبحث صفقة تبادل الأسرى قبيل توجه الوفد الإسرائيلي للدوحة

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن وزير الدفاع يوآف غالانت عقد جلسة بديلة لبحث صفقة التبادل، وبينما قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن صفقة إعادة المحتجزين تستحق الثمن، يتوقع أن يصل الوفد الإسرائيلي لمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في غزة إلى قطر الاثنين القادم.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن عقد غالانت جلسة بديلة جاء بعد رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد المجلس الوزاري المصغر.

وأضافت أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع شارك في الجلسة التي عقدها غالانت بشأن صفقة الأسرى.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية انطباعهم بأن نتنياهو يحاول تأخير القرارات الصعبة.

بدورها، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في فريق التفاوض الإسرائيلي أن نتنياهو يضيّع الوقت.

من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن صفقة إعادة المحتجزين تستحق الثمن، "وستحظى بكامل دعمنا، ولا نصر دون عودتهم".

وجاء تصريحات لبيد خلال مشاركته في مظاهرة في تل أبيب، تدعو لإعادة الأسرى.

في المقابل، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن على نتنياهو أن يأمر الوفد الخاص بالمفاوضات بالبقاء في إسرائيل، وأن يدخل الجيش إلى رفح فورا، وأن يكثف الضغط العسكري حتى يتم القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف سموتريتش -على حسابه بمنصة إكس- أنه عارض ذهاب الوفد إلى باريس وقطر في المرة الماضية، وثبت أنه كان على حق.

واعتبر الوزير -المنتمي لتيار الصهيونية الدينية- أن موقف حماس غير الواقعي يظهر أن مناصري الصفقة في إسرائيل ​قد ضلوا طريقهم، وأن "سلوكهم هذا لا يزيد (زعيم حركة حماس في غزة يحيى) السنوار إلا صعودا على الشجرة ويجعل عودة المختطفين أبعد".

وفد إسرائيلي إلى قطر
وعلى صعيد متصل، يغادر الوفد الإسرائيلي لمفاوضات تبادل الأسرى مع حماس ووقف إطلاق النار في غزة إلى قطر يوم الاثنين القادم، وفقما أوردت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية السبت.

وقالت الهيئة إن مجلس الحرب الإسرائيلي لن يجتمع الليلة (السبت)، وبالتالي من غير المتوقع أن يغادر الوفد المفاوض الإسرائيلي إلى قطر قبل الاثنين.

ونقلت الهيئة عن مصدر سياسي في الحكومة لم تسمه قوله "لا توجد خطة لعقد اجتماع مجلس الحرب الليلة، سيتم عقده مساء (غد) الأحد".

وأشارت الهيئة إلى أنه بناء على موعد اجتماع مجلس الحرب فلن يغادر الوفد برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة قبل يوم الاثنين.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدر قوله إن محادثات برنيع ستركز على الفجوات المتبقية بين حماس وإسرائيل في المفاوضات بما يشمل عدد الفلسطينيين الذين قد يتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين، إلى جانب المساعدات الإنسانية لغزة.

في هذه الأثناء، قالت مراسلة الجزيرة إن أهالي الأسرى الإسرائيليين يشعلون حرائق أمام وزارة الدفاع، ويهددون بإحراق الدولة إن تطلب الأمر.

وأفادت المراسلة بأن عشرات آلاف الإسرائيليين تظاهروا الليلة في أكثر من 40 موقعا، مطالبين بإجراء انتخابات فورية، وبإبرام صفقة تبادل للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.

من جهتها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن المتظاهرين ضد حكومة نتنياهو أغلقوا شارع إيالون الرئيسي في تل أبيب.

وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إنهم يريدون استعادة جميع أبنائهم على قيد الحياة فورا ولا يريدونهم في توابيت، مشيرين إلى أن الحكومة لا تكترث لحياة المحتجزين وتستمر في العملية البرية بغزة.

وأضافت عائلات الأسرى أن نتنياهو يحاول المماطلة والاهتمام بمصالحه، في حين أن وقت المحتجزين ينفد. وأكدوا أن "النصر لن يكون بالقضاء على حركة حماس، بل بإعادة جميع المختطفين".

تفاؤل أميركي
من ناحية أخرى، أكد مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن مقترح حركة حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعتبر ضمن حدود الصفقة التي يتم العمل عليها منذ أشهر، وقال إن هناك وفدا سيتوجه إلى الدوحة في جولة جديدة من المفاوضات.

كما أعرب جون كيربي عن تفاؤل حذرٍ بأن محادثات الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تتحرك في الاتجاه الصحيح.

وكانت حركة حماس قد أعلنت أنها قدمت للوسطاء في مصر وقطر تصورا يرتكز على وقف العدوان، وتقديم الإغاثة، وعودة النازحين، وانسحاب الاحتلال.

وأضافت الحركة -في بيان- أنها تعتبر هذه المبادئ والأسس ضرورية للاتفاق وتبادل الأسرى. وأكدت أنها ستبقى منحازة لحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي مقابلة مع الجزيرة، قال القيادي في حماس أسامة حمدان إن المقترح الذي قدمته الحركة للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى واقعي ويتسم بالمرونة العالية.

مقترح حماس
وكانت مصادر للجزيرة قد كشفت تفاصيل المقترح الذي قدمته حركة حماس للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

ويتضمن مقترح وقف إطلاق النار 3 مراحل، تستمر كل منها 42 يوما.

وبحسب المصادر، فقد اشترطت حماس في المرحلة الأولى انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد وصلاح الدين لعودة النازحين ومرور المساعدات.

كما عرضت حماس مقابل الإفراج عن كل مجندة أسيرة حية إطلاق 50 أسيرا فلسطينيا تحددهم، على أن يكون 30 منهم من أصحاب المؤبدات.

وأضافت المصادر للجزيرة أن حماس اشترطت -بالتزامن مع بدء المرحلة الثانية- إعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل أي تبادل للجنود الأسرى لديها.

كما تضمن مقترح حماس تزامنا مع بدء المرحلة الثالثة البدء في عملية الإعمار الشامل لقطاع غزة، وإنهاء الحصار.

في المقابل، قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن مطالب حركة حماس لا تزال غير منطقية، وإن فريقا إسرائيليا سيتوجه إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات، بعد انتهاء المباحثات بهذا الشأن في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.

وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9100 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية فلسطينية. وبينما يتحدث إعلام إسرائيلي عن أرقام أسرى احتجزوا في القطاع تتراوح بين 240 و253، بينهم 3 تم إطلاقهم و105 أفرجت عنهم حماس خلال صفقة تبادل أسرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تتحدث الحركة عن مقتل 70 آخرين جراء القصف الإسرائيلي.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

المصدر : الجزيرة + وكالات