المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 05:18 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

مع هذا ، الحوثي مشكلة يمنية

هذا المقال بعنوان "مقاربة استراتيجية لأمن البحر الأحمر" هو عبارة عن تلخيص لشهادة او إحاطة أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي حول التهديد الحوثي لاستقرار الشرق الأوسط والشحن في المنطقة قدمها جون ألترمان، نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

سبق لمركز ابعاد ان نشر ترجمة هذه المداخلة إلى العربية بالتعاون مع موقف شيبا انتجليسيا.

في رأيي، هذا المقال مهم جدا لانه إحاطة قدمت قبل عشرة ايام وما تزال طرية لكنه قدمت ايضا تشخصيا للوضع من وجهة نظر أمريكية وحدد التحديات الخاصة بامريكا النابعة من الوضع الامني في البحر الاحمر.

يعكس المقال وجهة نظر مؤسسة بحثية مهمة لها -كما هو حال ودور مؤسسات بحثية اخرى - تأثير على صانعي القرار وكونها مدخلا مهما للتقيم وتقدير المواقف.

يتضمن المقال /الاحاطة سردية تجاه احداث اليمن تنطوي على الكثير من الصواب وفيها ايضا الكثير من الوعي الزائف للأسف او على على الاقل عدم تطابق ما يقال هناك عما يدور في الاذهان او حتى مع الوقايع ومن ذلك على سبيل المثال عدم اخذ استعاد ثلثي جغرافيا اليمن من التحالف الحوثي الصالحي او ان تدخل عبد الناصر آل إلى قيام نظام جمهوري غير حياة اليميين جذريا ولم يكن فشلا على المدى المتوسط والبعيد. واهم من هذا عمق الدعم الإيراني وعمره الحقيقي للجماعة الحوثية.

كما ان الأخطر في المقال ما يجترحه من مقاربة للحل مفادها السعي إلى ترضية الحوثي عبر استخدام العصا والجزرة وربما تقديم الجزرة على العصا مع تجاهل تام لخطر ايديولوجية وقوة الحوثي على المجتمع اليمني وعلى مستقبل الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن وعلى الامن الاقليمي. بل وعدم ربط ما يدور في اليمن بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي كمدخل للحل.

لكن الاهم من ذلك هو غياب الحكومة الشرعية من ذهنية الباحث وربما المشرع وربما ايضا صانع القرار الأمريكي في معادلة الحل لمشكلة امن البحر الأحمر والتهديد الحوثي. وهذه فجوة كبيرة ينبغي العمل لردمها في القريب العاجل.

يتحدث المقال عن السلام في اليمن او عن المشكلة اليمنية كما لو انها مشكلة حوثية سعودية رغم تقديمه لصورة عامة عن الوضع الإنساني في اليمن وعن طبيعة الحركة الحوثية ودورها في تدمير اقتصاد البلاد.
سبق للرئيس العليمي ان طرح ضرورة ان يكون حل التهديد الحوثي يمنيا. لكن لا بد لهذا الصوت ان يصل إلى كل الدواير المعنية بصنع سياسات معالجة تهديدات البحر الأحمر ولن يصل إلا إذا كان مقنعا.
ولن يكون مقنعا الا إذا كان صوتا موحَّدا وموحِّدا وقد اثبت اقتداره الميداني.

لذا من المهم بناء تصور اشمل لمعالجة هذه المشكلة يأخذ بعين الاعتبار افتقار الموقف الأمريكي للحزم الكامل وتحفظات دول الاقليم وتداخل هذه التحفظات بأمرين: عدم الانجرار وراء سياسة أمريكا المتقلبة والكارثة الانسانية والاستراتيجية التي تفعلها إسرائيل بدعم أمريكا في فلسطين.