المسار الجديد لتهامة: تواصل مع المملكة وإقناع المجتمع الدولي .!!
عندما نقول إنه يجب أن يقود تهامة تهاميين، فذلك يأتي من قراءة متكاملة لخريطة الصراع في المنطقة العربية والممر الدولي البحر الأحمر، وتهامة تقع في واجهة هذا الصراع ويجب على قيادها فتح قنوات تواصل مباشرة مع المجتمع الإقليمي والدولي والقوى الفاعلة وبناء تحالفات بحسب المعطيات على الساحة اليمنية أولاً والعربية ثانياً.
دعونا نذهب بعيداً عن تحليلات المهتمين ووجهات النظر المختلفة. اللاعب الدولي يعرف أهمية تهامة وعاصمتها الحديدة من خلال الحرب العالمية الأولى وقد تصدر المشهد التهاميين خلال تلك الفترة مع القوى الطامحة والطامعة. ونجح التهامي في تأمين الممر الدولي وخطوط التجارة حتى سقطت تهامة في عام 1923، واليوم المشهد يعيد نفسه في عالم ربما يكون متعدد الأقطاب بشكل ظاهري وإعادة بناء تحالفات دولية في الأماكن المهمة لتلك الأقطاب والتهامي يملك ذلك عبر الشريط الساحلي الممتد من ميدي شمالاً وحتى باب المندب جنوباً.
ومن أجل تقريب الصورة أكثر، اللاعب الإقليمي في المنطقة هي المملكة العربية السعودية؛ لأنها تأمين البحر الأحمر قبل أن يكون لها أهمية كبرى للتجارة العالمية. والدولي العضمى يعتبر أكثر أهمية للمملكة، كونها قوة اقتصادية صاعدة في المنطقة، وعلى التهامين فتح قناة تواصل مباشرة بعيدة عن الملف اليمني.
لأن الملف اليمني يعتبر بيد الرباعية الدولية، وقد أصبح شائكًا بسبب عدم قدرة القوى السياسية على التصالح مع نفسها أولاً وقواعدها ثانياً، وهذا خلق نوعًا من التذبذب وجعل تلك القوى عاجزة عن إيجاد مبادرات تساهم وتساعد في خلق رؤى ومسارات تسهل وتعجل في الوصول إلى حلول مرضية.
ولذلك، علينا كتهامية خلق مسار مختلف عبر فتح قناة خاصة مع المملكة من خلال تقديم رؤية متكاملة لإدارة تهامة بشكل منفصل. وكذلك، إقناع المجتمع الدولي بها، وهذا تستطيع المملكة تحقيقه.
في حال تمكنت القوى التهامية من تقديم شيء مختلف وهذا سيخلق مسارًا إبجابي . وهناك أرغب في التنويه إلى أن ذلك لا يعتبر خروجًا عن نص المبادرة الخليجية ولا عن الحوارات اليمنية، ولا قرارات مجلس الأمن، بل يتم ضمن جوهرها ومضمونها ،وما يعزز ذلك هو اتفاقية استكهولم وقرار مجلس الأمن ومخرجات الرباعية بأن تكون الحديدة ملفًا منفصلاً.
لا تستطيع المملكة نزع ملف تهامة وتحديدًا الحديدة لأنه وفقًا لقرارات أممية، ولكن انتزاع ذلك يعتبر بيد التهاميين خاصة في ظل الصراع الحاصل في المنطقة العربية.
نقطة أخيرة، فتح قناة تواصل مباشرة مع الدبلوماسية المصرية ستفيد التهامية وتساعد في ذلك عبر قنوات خاصة، لأن من مصلحة مصر أن تكون المملكة تشرف على البحر الأحمر، وذلك لأن دول مصر بذلت جهودًا كبيرة لحماية البحر الأحمر ولا يمكنها المخاطرة به.
للحديث بقية...