المشهد اليمني
الخميس 9 مايو 2024 04:03 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل

السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني

ما إن تم الإعلان عن وفاة الشيخ عبد المجيد الزنداني - رحمة الله تغشاه- حتى عجت مواقع التواصل بهذا الخبر ، وخيم الحُزن على محبيه في كل مكان ، وتوالت برقيات التعازي من كل المكونات تقريبا . ولكن ما لفت نظري هو السيل الجارف من الرثاء للشيخ الزنداني وذكر مناقبه من قبل السلفيين في اليمن ، كان موقفهم ملفتا بشكل كبير ، قياسا بما يحصل بين فترة وأخرى من تراشق اعلامي في حقل العمل الاسلامي ( سلفي - إصلاحي - إخواني ) اذا جاز التعبير ، والذي يكون لناشطي الاصلاح دور كبير في هذا التراشق استنادا إلى الكثرة العددية لهم في مواقع التواصل والعصبية الحزبية الغير منضبطة عند الكثير منهم .

كل القيادات والشخصيات السلفية المعروفة خارج اليمن وداخله ، ذات (الثقل المعرفي والسياسي ) رثت الفقيد وكتبت عنه وأشادت بدوره في العمل الدعوي داخل اليمن وخارجه ، لم تقيدهم أو تمنعهم الجغرافيا هنا أو هناك ، والذي قد يكون لهذه الجغرافيا موقفاً من الشيخ الزنداني ، لم تمنعهم من الإشادة به وعد مناقبه ، لم ينظروا إلى الزنداني الإصلاحي أو الإخواني كما يطلق عليه خصومه ، أو من الذين يعتقدون أن هذه التسمية ستقربهم ( زُلفى ) من أمريكا ومن يدور في فلكها في المنطقة ، لم ينظروا إلى الشيخ من هذه الزاوية الضيقة ، بل نظروا إليه من زوايا عديدة يعرفونها جيدا ، ولسان حالهم يقول ( اللي ما يعرف الصقر يشويه ) ، والحقيقة أني وصلت إلى قناعة تامة أن تلك (المعارك الاعلامية ) التي تحدث ما بين فترة وأخرى ، هي معارك يشعلها الصغار وتؤججها أطراف من خلف الستار ، أما الكبار فيبقون كبار ، قد يقول قائل : ولكن فلان من المحسوبين على السلفيين قال في الزنداني كذا وكذا ومعظمها افتراءً وكذبا ، فنقول له :

- لا تستغرب ، فكما هو معروف أن لكل قاعدة شواذ والشاذ لا حكم له ، وذلك هو حظ الذئب ( وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) ، فلا يؤبهُ له مهما عزف على ( وتر ) معين أو أوتارا معينة ، لا تلفتوا لمثل هؤلاء ، وحسبكم من القلادة ما أحاط بالعنق .

رحم الله الشيخ الزنداني وجمع الله شمل كل ابناء اليمن ووحد كلمتهم على الحق.