الجمعة 6 ديسمبر 2024 01:50 مـ 5 جمادى آخر 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الرئيس رشاد العليمي و خاتم جحا وحفرة عبد الملك الحوثي؟

السبت 23 مارس 2024 04:23 صـ 14 رمضان 1445 هـ

أتذكر جيدا إن رشاد العليمي عندما تسلم منصبه ليكون رئيس المجلس الرئسي ، طلب من كل وسائل الإعلام أن لا تهاجم المجلس وتعطيه مايكفي من الوقت لإصلاح الإختلالات ، وإعادة الأمور إلى نصابها، ولكن كل ماجرى خلال الفترة ، يشبه مافعله جحا عندما أضاع خاتمه الثمين وبحث عنه بطريقة غريبة ومضحكة.

وقبل أن أتحدث عن قصة جحا وخاتمه الثمين ، دعوني أقولها بكل صدق وتجرد، وهو إن الرئيس رشاد العليمي لا يمتلك عصا سحرية ، فمهما كانت قدراته ، وامكانياته القيادية والسياسية ، فلن يتمكن من فعل اي شسء ، والسبب هو ان كل القيادات في المجلس الرئاسي، لهم مشاريعهم الخاصة، وكل يغني على ليلاه .

لقد فضح السفير الامريكي في اليمن هذا الأمر، وقالها بكل صراحة " على الحكومة الشرعية أن توحد قواها لمواجهة الحوثي " وهو ما يعني بكل صراحة ووضوح ، ان القوات اليمنية التي من المفترض ان يكون هدفها هو حسم المعركة مع الحوثيين الذين يعنبرون العدو الرئيسي للجميع ، ومن دون ذلك لن يتحقق أي شيء ، أما العويل والصراخ والمناشدة للمجتمع الدولي فستكون هدرا ومضيعة للوقت ،تماما كما فعل جحا خين أضاع خاتمه.

فقد شاهدته زوجته وهويبحث عن خاتمه قي المكان الذي لم يضيع فيه الخاتم ، فأغضبها ذلك ، وسألته لماذا يبحث في هذا المكان رغم انه فقد الخاتم في مكان أخر ، فرد عليها أعلم ذلك ، لكن المكان الذي اضعت فيه الخاتم مكان مظلم ولا أرى فيه شيء ، أما هنا فكل شيء واضح ، فزاد غضبها ونهرته ووصفته بالأحمق ، فرد عليها انه يفعل ذلك ليس من اجل أن يجد الخاتم، ولكنه يفعل ذلك ليقنع نفسه ويشعر بالراحة بأنه قد بحث عن الخاتم لكنه لم يجده.

لقد أوقع الحوثي نفسه في ورطة كبيرة ، وحفر لنفسه حقرة عميقة لو تمكنت الشرعية استغلالها بطريقة مثالية ، فإنها تستطيع ، هز عرش أولئك المجرمين الذين تسلطوا على رقاب الناس ،وهدموا البيوت على رؤوس الأبرياء، فقتلوا الأطفال والنساء والشيخ دون ان تهتز لهم شعرة.

وهاهم يحاولون ردم هذه الحفرة ، بإجراءات شكلية لا تقدم ولا تؤخر ، فكان بيانهم الهزيل الذي زاد الطين بلة، وكشف انهم ليسوا على قلب رجل واحد ، كما يظن الجميع ، فالبيان الصادر عن وزارة الداخلية الحوثية، وصف ان الأمرقام به أشخاص بشكل فردي ، وان ما حدث كان خطأ فردي ، وهوما يكشف انهم عصابة وليسوا دولة ، فكل من لديه مدفع أوقنابل يمكنه أن يلقيبها على الأبرياء فيهلك الحرث والنسل.

وقد شرعوا على الفور ، في تنفيذ مخططهم الجهنمي، وقرروا ان يدفنوا جريمتهم النكراء، ببعض الإجراءات الشكلية، بالبحث عن كبش فداء ، فوجدوا ضالتهم ، وقررزا التضحيةبهم لاعطاء انطباع بأنهم ضدتلك الجريمة.

ولذلك، فقد سارعت وزارة الداخلية التابعه لجماعه الحوثي الانقلابيه ، بإقالة مدير أمن البيضاء وقيادات امنية على خلفية حادث رداع والذي ادى لسقوط ضحايا من المواطنين ورجال الامن، وكشف الاعلام الامني التابع للحوثيين ان من الاجراءات المتخذة اقالة مدير أمن المحافظة وعددا من القيادات الامنية بالمحافظة ممن لهم علاقة بالحادثة.

وختاما فإن الحقيقة المرة والمزعجة ، هو إن أمام الرئيس رشاد العليمي مهمة مستحيلة، بل ومن عاشر المستحيلات، فمالم يتمكن من اقناع عيدروس الزبيدي من صب جل اهتمامه بمشروع الانفصال ، ومالم يقنع طارق صالح عن التوقف عن الاهتمام بمنطقة المخا ، وما لم يقنع سلطان العرادة، وكل النواب في المجلس الرئاسي بضرورة توحيد تلك القوى لمواجهة الحوثيين وأن يكونوا يدا واحدة تحت قيادة قوية ومتمكنة لتوحيد الصفوف وقيادة المعركة للحلاص من تلك الميليشيات ، فإن العليمي سيكون مثل جحا الذي أضاع خاتمه في مكان وبحث عنه في مكان اخر.