الإثنين 9 ديسمبر 2024 10:09 صـ 8 جمادى آخر 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

حكة الفقد

الجمعة 15 مارس 2024 04:58 مـ 6 رمضان 1445 هـ

للفقد حكة تضرب في دواخلنا، لا نستطيع القيام بحكها فنبرأ، و لا نستطيع تجاهلها فنهدأ، حكة الفقد أقرب مثال لها هو شعور الحاجة إلى الحك لمن بترت رجله، يشعر أنه يريد أن يحك قدمه لكنها قد قطعت..

حكة الفقد قد تأتي لك بفراق حبيب، أحببته حباً صادقاً كبيراً، لكن العشرة و ألفة الحب أنستك عظمة من تحب، فاختلقت المشاكل، أو أنها نبتت من بذور صغيرة لم تأبه لها، وفي لحظة غضب نسيت كل شيء، تمر الأيام فتعصف بنا حكة الفقد فلا نستطيع ملء فراغات من نحب بحبيبٍ آخر..

حكة الفقد قد تأتي لك بمقاطعة صديقٍ لك، لم تقدر عظمة صداقته، اختلفتم على شيءٍ بسيط، أحياناً اختلاف رأي، تأخر عن موعد، أو غفلة عن الحال أورثت سوء تقديرٍ للظروف فلم يعذر الآخر صديقه و أخاه، تمر الأيام فتضربه حكة الفقد في كل موقف..

حكة الفقد قد تأتيك لأجل وظيفة غادرتها برعونة، شراكة أفسدتها بحماقة، مشروع أنهيته بغباء، علاقة قطعت فيها كل خطوط الرجوع، قرابة قاطعتها بقسوة وظلم، فتضربك حكة الفقد بموجات الندم واستصغار النفس التي لا تجد علاجاً لها..

فكن حليماً فالحلم مال، و كن صبوراً فالصبر عاقبته عظيمة، و لا تتسرع في قراراتك واستشرف المستقبل قبلها وفيها، واستشعر عظمة ما أنت فيه من النعم، و لا تنكر العشرة لأنه لا ينكرها إلا قليل الأصل، ثم سامح وعش بالتسامح، و اعلم أننا بشر.