الصليب الأحمر يناشد المجتمع الدولي لعدم نسيان اليمن
دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الدول المانحة إلى مواصلة تمويل العمليات المنقذة للحياة في اليمن، مشددة عليها “لا تنسوا اليمن ببساطة”.
جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم اللجنة الدولية “فاطمة ساتور”، في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” نشرتها على موقعها الإلكتروني الأحد 11 فبراير/ شباط.
وقالت “ساتور”، إن اليمن “لا يزال يواجه حالة من عدم اليقين المتزايد”، مع عدم استجابة المانحين في تقديم الدعم الإنساني، مؤكدةً “لا يمكننا أن نتحمل أن يصبح مجرد أزمة منسية”.
وناشدت المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات الإنسانية للدولة التي وصفتها بـ”الفقيرة في شبه الجزيرة العربية”.
وتحدثت عن أكثر من 5 ملايين يمني يقفون اليوم على “شفا المجاعة” وذلك – وفق قولها – مع تفاقم الأوضاع الإنسانية بفعل الحرب الدائرة منذ نحو تسع سنوات وما نجم عنها من تداعيات كارثية في مختلف المجالات.
وأشارت “ساتور” إلى أن الصراع والتدهور الاقتصادي ترك “الأسر تكافح من أجل العثور على ما يكفي من الغذاء لقضاء يومها”.
وأضافت “ساتور”: “أن الناس في اليمن لا يستطيعون تحمل المزيد من التوتر والقلق وعدم اليقين”.
وقالت: “من المهم أن نتذكر أن اليمن الآن في عامه التاسع من الصراع، السكان منهكون، والاقتصاد على حافة الانهيار، والماء والكهرباء تكاد تكون معدومة، لقد تم تدمير نصف مرافق الرعاية الصحية، أو ليس لديها الإمدادات، أو الموظفين اللازمين للعمل”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أظهر فيه تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “آوتشا” أن 17.6 مليون في اليمن سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام 2024، ما ينذر بزيادة انتشار الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع في حال فشل الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في البلاد.
وأشار التقرير إلى أن فشل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في مجال المساعدات الغذائية الطارئة ودعم سبل العيش خلال العام الجاري، سيؤدي إلى “انتشار الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع، خاصة بين الـ6 ملايين شخص الذين يعانون من المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC4)”، حيث تواجه أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس أسر فجوات شديدة في استهلاك الغذاء تؤدي إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات.
وحذر مكتب الـ”الآوتشا” من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عملية لتجنب المزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية، فإن من الممكن “أن تظهر جيوب في بعض المناطق تعاني من المرحلة الخامسة (IPC5) التي تعني المجاعة”، وهي أعلى مراحل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، حيث تعاني أسرة واحدة من كل 5 أسر على الأقل نقص شبه كامل في الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى، ما يجعلها تواجه الجوع والموت.
وأوضحت الأمم المتحدة أن مجموعة الأمن الغذائي والزراعة (FSAC)، والمكونة من 90 شريكاً، تتطلب تمويلاً قدره 1.36 مليار دولار للعام الجاري، من أجل تنفيذ تدخلات متعددة تهدف إلى زيادة توافر الغذاء الآمن والمنقذ للأرواح للأسر الأكثر ضعفاً من خلال المساعدة الطارئة، بالإضافة إلى مشاريع من شأنها حماية واستعادة وتعزيز سبل العيش وبناء الأصول لتعزيز القدرة على الصمود.