غزة.. القضية العادلة والاستغلال الحوثي الإيراني
أعطوني فائدة واحدة حصل عليها أبناء غزة مما يفعله الحوثي في البحر الأحمر أو عبر مفرقعاته التي يطلقها بين الوقت والآخر. هل توقف العدوان الهمجي النازي على غزة؟ هل قل على الأقل؟ هل فك الحصار عن غزة؟ لم ينتفع أبناء غزة من ممارسات الحوثي أبدًا. ستقول لي: إن الحوثي رفع تكاليف الشحن والتأمين البحري.. أقول لك نعم. وأول وأكبر المتضررين منها نحن اليمنيين، ورفعها كذلك على كل الدول المشاطئة للبحر الأحمر، أما إسرائيل فأغلب حركتها الملاحية عبر البحر المتوسط وليس البحر الأحمر.. سيكون ضرر إسرائيل من عمليات الحوثي هو الأقل مقارنة بالأضرار التي تتعرض له الدول العربية المطلة على البحر الأحمر. والسؤال من جديد وبعيدًا عن العاطفة: ما المنافع الذي كسبها أبناء غزة من ممارسات الحوثي؟ أعطوني فائدة واحدة حصل عليها أهلنا في غزة من وراء ممارسات الحوثي ومتاجرته بمعاناة الناس سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو معيشية أو عسكرية، وبالمقابل ما المكاسب التي حصلت عليها الميليشيا الحوثية ومحور إيران؟ عصابة الحوثي تستغل معاناة أهلنا في غزة لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية وعسكرية كما تفعل مع معاناة اليمنيين تمامًا. وبكل صدق، الرابح الوحيد من هذه العمليات هي إيران ومرتزقتها الحوثيون الذين يسعون إلى تحسين صورتهم القبيحة محليًّا وعربيًّا، وإظهار أنفسهم قوة إقليمية.
إنه فعلٌ مخطط له، والحوثي كعادته أداة لا أكثر، نفذ تلك الفرقعات وأثار ضجيجًا، وقدم خدمة لأمريكا وأعطاها مبرر السيطرة على البحر الأحمر في خطوة استباقية قبل الصين وروسيا. تابعوا هذه الصورة التي التقطت اليوم في مسيرة بصنعاء دعا إليها عبدالملك الحوثي نصرة لفلسطين.. أعطوني صورة شهيد فلسطيني واحد.. تأملوا صور عبدالملك الحوثي لتعرفوا المتاجرة بالقضايا العادلة والاستغلال لمعاناة الضحايا.
وما زلتم تتذكرون استغلال الحوثة لذكرى المولد النبوي للتسويق لعبدالملك الذي يتعامل مع هذه الحشود بمثابة تفويض للتنكيل باليمنيين، واليوم هُمْ هُمْ بوجههم القبيح الذي لا تحسنه المتاجرة، يستغلون معاناة أهلنا في غزة لفعل ذات الجريمة.. استغلال قضية فلسطين لشرعنة جرائمه ضد اليمنيين، وهذا ما يحدث منذ أكثر من ٢٠ عامًا.. ممارسات الحوثيين في البحر الأحمر هي بمثابة تعبئة رصيد للجماعة تمكنهم من استهداف اليمنيين من جديد.. وليس من أجل غزة التي تتعرض لأبشع الجرائم الصهيونية والمتاجرة الحوثية. وستصلون لهذه الحقيقة في قادم الأيام عندما يعاود الحوثي الهجوم على المدن اليمنية ويستهدف اليمنيين السنة فيها.
هذا سبب عدم تصفيق اليمنيين لهذه العصابة. ألا يحق لهم ذلك؟! ألا يحق لهم رفض استغلال الحوثي للقضية العادلة في فلسطين واستخدامها للفتك بهم واستهداف كرامتهم وعقيدتهم وهذا ما يحدث منذ حوالي ٢٠ عاما؟ ألا يحق لليمنيين الانتصار لكرامتهم وحقن دمائهم، ورفض استهدافهم، والحفاظ على وجودهم وسلامة عقيدتهم كما يحرصون على دماء وحقوق أهلنا في غزة؟