المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:25 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

التجارة الدولية على خط النار

على امتداد الأسابيع الماضية، قامت جماعة الحوثي بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت من خلالها سفناً تجارية، وادعت أن تلك السفن إما أنها إسرائيلية أو تتبع لرجال أعمال إسرائيليين، واعتبرت أن ما تقوم به هو دعم لحماس وهو منسجم وكونها جزءاً من (محور المقاومة) الذي تقوده إيران، هذا الأمر يمكن أن تكون له نتائج خطيرة على التجارة الدولية، خصوصاً أن 40% من حجم هذه التجارة يمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر. ما تقوم به جماعة الحوثي لن يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على نتائج الصراع القائم في قطاع غزة، ولكنه يهدد بشكل مباشر التجارة الدولية مما يترك آثاراً سلبية على كثير من الدول.

رأس المال جبان فعندما يقوم أي طرف من الأطراف بتهديد التجارة فضلاً عن استهداف السفن، خطفها أو إغراقها، فإن ذلك سوف يؤدي إلى تكاليف باهظة في التأمين يرفع تكلفة المواد الأساسية ويرفع أسعارها.

الولايات المتحدة الأمريكية عملت على تشكيل تحالف دولي لحماية التجارة في البحر الأحمر، ولكن هذه الخطوة جاءت متأخرة للغاية بعد أن اشتد عصب جماعة الحوثي وأصبحت الاستراتيجية الدفاعية غير كافية لتحييد هذا الخطر، حتى الآن ما ظهر من معلومات أن هذا التحالف سوف يكون مدافعاً عن السفن وليس مهاجماً على مصادر إطلاق النار، لأن واشنطن تدرك أنها إذا قامت باستهداف الجماعة هذا يعني توسيع الحرب؛ من حرب ما بين حركة حماس وإسرائيل إلى حرب إقليمية ربما تستمر لفترة طويلة وسوف تكون لها تكاليفها الباهظة على المنطقة برمتها، وكذلك على الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فإن التحالف المنشود ربما لن يستطيع تحييد الأخطار بشكل كامل، خصوصاً أن ما حدث لاحقاً على تشكيل هذا التحالف هو استهداف سفينة تجارية ناقلة للنفط في المحيط الهندي وهذا يعني أنها خارج مدى سلاح جماعة الحوثي، بشكل غير رسمي في الولايات المتحدة تم اتهام إيران بأنها تقف وراء هذا الهجوم وكذلك فعلت إسرائيل من جهتها، طهران وعلى لسان مسؤولين في الحرس الثوري أشارت بأنها قادرة على إغلاق طرق التجارة في البحر المتوسط مما يعني أن التهديدات ربما أصبحت خارج السيطرة.

الكارثة لدى الولايات المتحدة الأمريكية كما لدى الدول الأوروبية أن استجابتها للتحذيرات التي تتلقاها من دول المنطقة تكون متأخرة للغاية، وبالتالي تدفع ويدفع معها العالم أثماناً باهظة نتيجة لهذا التردد، شهدنا ذلك عندما أوصلت الدول العربية تحذيرات إلى المنظومة الغربية بأن هنالك خطراً إرهابياً يلوح في الأفق، فتم تجاهل هذه التحذيرات حتى وصل التهديد الإرهابي إلى عقر دار الدول الغربية.

وها هو الأمر يتكرر مرة أخرى حيث، وعلى امتداد السنوات الماضية، تم تحذير الولايات المتحدة الأمريكية من أن سيطرة الجماعات والميليشيات على اليمن سوف تكون له نتائجه الكارثية، لكن الإدارة الأمريكية تجاهلت كل تلك التحذيرات وأصمت الآذان عنها، بل إن إدارة بايدن سارعت إلى تغيير استراتيجيتها من الوضع في اليمن، وها هي اليوم تبدو عاجزة عن القيام بردة فعل حقيقية تضمن مصالحها ومصالح الغرب عموماً.

*عكاظ