في ذكرها السادسة.. مابين بوابة الذل وحفرة الكرامة
لم تكن ثورة الثاني من ديسمبر ترف او لحظة غضب، بل كانت ضرورة ملحة لإنقاذ مايمكن انقاذه من وطن يدمر وحقوق تنهب وثوابت تداس وقيم تنتهك ومؤسسات تسلب ثورة انقاذ قرر القيام بها رجال لديهم الامكانيات والقدرة على قضاء ما تبقى لديهم من الحياة مترفي العيش ملوك غير متوجين بالداخل او الخارج لكنهم قرروا التخلي عن كل هذا من اجل وطنهم، لم يأخذوا ورقة وقلم ليعددوا عليها مقدار ماسوف يلحقهم من خسائر كما حال الكثير بل قد تصل لخسارتهم لحياتهم وهم يعلموا هذا لإنهم بإختصار وصلوا الى قناعة ثابته بإن الخسارة الحقيقية هي خسارة الرجال كرامتهم واوطانهم وما عداهما يمكن تعويض خسارته..
اعتلى علي عبدالله صالح منصة الشرف وارتص الى جانبه رجال هم اشجع من انجبت اليمن، اخذ ميكرفون الكرامة والقي كلمته التاريخية للشعب اليمني، ايها اليمنيين لن يخلد احد وليست الأحياة واحده اما نعيشها بعز او نفارقها بكرامه..
كان لسان حاله يقول لقد منحتكم كل شيء وهذه اخر مايمكن لي ان امنحه لكم،، ثورة حريه، استعيدوا وطنكم لتعيشوا انتم واولادكم بكرامه وحريه.. ثورو لأجل انفسكم ولإجلهم اما انا فلم يتبقى لديا من العمر ما احياه ولم يتبقى لديا من الحياة ما اخشى خسارته.
أخذ بندقيته وقاتل.. انتفض الناس سقطت المحافظات والمدن، كانت المؤامرة اكبر من بندقيته واكبر من صرخات الناس مؤامرة ضد اليمن وليس فقط ضده وكان يعلم هذا لكنه بشموخ الكبار وعزة الرجال اختار استكمال معركته و مغادرة الحياة رافعا جبينه شامخ الهامة... عشت في دنيا اصول بها واجول شفت فيها الضيق وعايشت السعه، لعنة الله على من عاش عيشه ذليله..
خطوة واحده مابين بوابة قصور الذل وبين حفرة الكرامة، اختار موت الكرامة على حياة الذل ، بدأها ورفاقه الابطال وبعدهم وعلى خطاهم يسير شعب بإكمله،
مازالت بندقية علي عبدالله صالح مرفوعة تقاتل ولم تعلق ولن تعلق وثورته مستمره طالما يمشي على تراب هذا الوطن رجال يتنفسوا كرامه.. وغدا يستولد الحق من اضلع المستحيل هو ثار جيل فجيل وغداً سوف تردد في كل وادي وساحل وجبل ومدينة وقرية بالروح بالدم نفديك يايمن. الاوطان لاتموت والكرامة لاتفنى والحرية لا تكتسب بل تنتزع انتزاع والحياة لاتولد مرتين..