المشهد اليمني
الخميس 14 نوفمبر 2024 07:42 صـ 13 جمادى أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الحوثيون يواصلون محاكمة سيدة أعمال يمنية متورطة بالنصب على 40 ألف مساهم بمبلغ 120 مليار الحوثيون يطلقون سراح إرهابين متورطين بجرائم اغتيال الرئيس ”صالح ”ودبلوماسي سعودي وجنود وضباط - التفاصيل اغتيال قيادي حوثي وإصابة أحد مرافقيه شمال العاصمة صنعاء ترمب يعلن رسمياً تعيين ”ماركو ” عدو إيران والمقاومة الفلسطينية وزيراً للخارجية .. من هو ؟ و كيف ستكون سياسته ؟ خبير نفساني يكشف 5 أسرار لربط قلب الرجل بزوجته النائب العام يوجه باتخاذ إجراءات قانونية ضد المتورطين في اعتراض ناقلات الوقود لحظات رعب عاشها مسن وبناته في صنعاء: سائق تاكسي يتحول إلى لص ويستعين بمسلحين لسرقتهم ”نائب حوثي يكشف عن غرف تعذيب مروعة في سجون صنعاء” قيادي حوثي يكشف زيف ”الحركات الجهادية بما فيها جماعته”: هل الله حقاً يقف بجانبهم؟ لحج تشهد توقفاً واسعاً للاتصالات بسبب تخريب كابلات رئيسية مسؤول حكومي يحرم عدن من الكهرباء في خطوة انتقامية جريمة بشعة تثير الرعب في حضرموت: القاتل يروي تفاصيل الجريمة

بعد تحذير امريكي للعرب من التقارب الصيني .. ما مصلحة الدول العربية في تطوير العلاقة مع الصين؟

3.239.90.61



أثارت زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى السعودية التي التقى فيها بزعماء دول الخليج والعرب ، انتقادات أمريكية ليست بالمفاجئة، مع تحذير البيت الأبيض للمملكة شريكها الاستراتيجي بالمنطقة، من أن محاولة بكين توسيع نفوذها في العالم "لا تتلاءم" مع النظام الدولي.

في المقابل، ترى الصين في هذه الزيارة "أكبر مبادراتها الدبلوماسية على الإطلاق" مع العالم العربي، وهي تتزامن مع سعي الرياض لتوسيع تحالفاتها الدولية بما يتجاوز شراكتها القائمة منذ فترة طويلة مع الغرب.

أوضح الباحث في الشؤون الآسيوية د. وائل عواد بأن "من مصلحة الدول العربية تعزيز علاقتها مع الشرق وبخاصة الهند والصين، لأنها من الدول الرئيسية المستهلكة للطاقة. كما أن مستقبل العالم هو الشرق وهذا يخدم مصالحنا الوطنية بما فيه مصلحة شعوب المنطقة. وعلى القادة العرب البحث عن مصلحة شعوبهم وتعزيز انتمائهم إلى الشرق حضاريا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، والابتعاد عن التحالفات الدولية العدائية والصراع بين القوى العظمى قبل أن تتحول إلى أحجار شطرنج في لعبة الكبار".

كما اعتبرت الصحافية الصينية سعاد ياي شين هوا بأن "التعاون بين الصين والدول العربية لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل أنه يتناول كافة المجالات. ففي المجال السياسي، تعارض كل من الصين والدول العربية الهيمنة وسياسة القوة والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لأية دولة من دول العالم، ويدعم كل منهما التعددية واختيار كل شعب طريقه الخاص لتنمية بلاده. وفي المحافل الدولية، يدعم الجانبان الصيني والعربي بعضهما البعض، ما يسهم كثيرا في ضمان حقوق شعوبهما. كما هناك التعاون المثمر بين الصين والدول العربية في مجالات التبادلات الثقافية والصحة ومكافحة الوباء، حيث قد أعلنت 4 دول عربية عن إدراج اللغة الصينية في منظومة التعليم الوطني لها، وتم افتتاح كلية اللغة الصينية في 15 دولة عربية، وتم إنشاء 20 معهد كونفوشيوس وفصلي كونفوشيوس في 13 دولة عربية. كما يشهد تعليم اللغة العربية في الصين تطورا كبيرا، وفي الوقت الحالي، هناك أكثر من 50 جامعة ومعهد في أرجاء الصين تدرس العربية. كل هذا التبادل الثقافي يساعد الشعب الصيني والشعوب العربية على معرفة بعضهم البعض، وتعميق التواصل والصداقة التقليدية بينهما. أما في إطار مكافحة الوباء الناجم عن فيروس كورونا المستجد، فقد تضامنت وتآزرت الصين والدول العربية بروح الفريق الواحد منذ حدوث الجائحة، وأجرت تعاونا فعالا في مجالات تطوير اللقاحات واستخدامها والوقاية والسيطرة المشتركة وتقاسم الخبرات والأدوية العلاجية وغيرها، ما شكّل قدوة يحتذى بها للتعاون العالمي في مكافحة الجائحة، وذلك يعد تجسيدا حيا لتشارك الصين والدول العربية في المستقبل المشترك".

هذا، وقال الصحافي نادر رونغ هوان إن "مصلحة الدول العربية في تطوير العلاقة مع الصين تكمن في جوانب كثيرة، مثلا في مجال الطاقة، حيث إن الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم ولديها أسواق كبيرة لاستيعاب هذه الطاقة الإنتاجية للدول النفطية. كذلك فإن للصين تفوقا كبيرا في مجال البنية التحتية وكذا التكنولوجيا في مجالات الطيران والفضاء والطاقة المتجددة وكذلك الاتصالات. كما أن للصين خبرة في مجال التنمية يمكن أن تساعد الدول العربية في بناء خطوط الإنتاج المحلية وتحسين معيشة شعوبها، مثلا من خلال نشر المقاولات ومشاريع التعاون في البنى التحتية وتنويع مصادر الطاقة، لذلك فإن التعاون يكون دائما بهدف تحقيق المصلحة المشتركة، ويمكن أن يلبي حاجات الدول العربية خصوصا في التنمية وتحسين حياة المواطنين في تلك المنطقة".


ما طبيعة وتاريخ العلاقات الصينية-العربية؟

يرى وائل عواد بأن العلاقات الصينية-العربية "اتسمت بالودية وحسن الجوار لأن الصين ابتعدت عن التدخل في شؤون هذه الدول وحافظت على علاقات طيبة معها جميعا. كما هنالك رغبة من السعودية لكسب الصين إلى صالحها وتنويع سلة عملاتها وشراء الأسلحة الصينية وزيادة الاستثمارات المشتركة في المملكة، التي وضعت رؤية جديدة هي رؤية 2030. كما توفر الصين التقنيات المتطورة التي تحتاجها المنطقة دون شروط مسبقة".

أما الصحافية الصينية سعاد ياي شين هوا فقالت إن "تاريخ العلاقات بين الصين والدول العربية يرجع إلى ما قبل أكثر من 2000 سنة. يمكن أن نلاحظ أن حماية السلام وتعميق التعاون وتعزيز التواصل والتعلم وبناء مجتمع ومصير مشترك بين الصين والدول العربية ما زال ولا يزال التيار الرئيسي للعلاقات بين الجانبين. وقد نشرت وزارة الخارجية الصينية مؤخرا تقريرا عن التعاون الصيني-العربي في العصر الحديث، جاء فيه بأن هذا التعاون نموذج للتعاون بين دول الجنوب. وفي المجال السياسي، دعمت الصين والدول العربية بعضها البعض في المحافل الدولية. كما تلتزم الصين والدول العربية بحماية تعددية الأقطاب ومعارضة قطب واحد. أما في المجال الاقتصادي، فتتمتع الصين والدول العربية بدرجة عالية من المزايا التكاملية اقتصاديا، وأصبحت الدول العربية أهم موردي الطاقة وشركاء التعاون الاقتصادي والتجاري للصين، وهي توفر نصف الواردات الصينية من النفط الخام لزمن طويل".

كما قالت نفس المتحدثة: "يتعمق التعاون العملي المرتكز على النفط الخام والبتروكيماويات بين الجانبين، مما أقام علاقات الشراكة الاستراتيجية المستقرة والموثوق بها بينهما في مجال الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، تشهد التبادلات والتعاون بين الجانبين في الصناعة تطورا سريعا. وفي الوقت الحالي، يتوسع مجال التعاون هذا إلى الفضاء والتكنولوجيا، فيمكن أن نقول إن هذا التعاون شامل ومثمر. تجدر الإشارة إلى أن هذا التعاون يجري على الأساس الاحترام المتبادل والكسب المتبادل. وبالنسبة للصين، فإن الدول العربية توفر كميات كبيرة من الطاقة. بالإضافة إلى تلقي الصين لدعم كبير من الدول العربية في الأمم المتحدة خاصة المواضيع المهمة بما فيها مسألة تايوان. من جانبها، أعتقد أن الدول العربية تستفيد من الأسواق الصينية الواسعة. من جهة أخرى، يتقدم التعاون الصيني-العربي في مجالات الاستثمارات الصناعية والتواصل والترابط والمقاولات الهندسية على نحو معمق، هناك العديد من المشاريع التي بنتها الصين تنتشر في الدول العربية، بما فيها مسجد الجزائر الأعظم وإستاد لوسيل في قطر، كلها حققت منافع اقتصادية واجتماعية جيدة، ما يصب في مصلحة كل جانب من الجانبين".

من جانبه، أوضح الصحافي الصيني نادر رونغ هوان بأن "هناك صداقة تقليدية وهناك دعم متبادل بين الصين والدول العربية منذ زمن طويل. كذلك هناك تجارب تاريخية متشابهة بين الصين والدول العربية، حيث كانت الصين أيضا تحت ما يشبه حالة استعمار. وهناك أيضا طموح مشترك بتحقيق التنمية ونهضة الأمة. أيضا فإن هذه العلاقة تشهد تطورا سريعا خلال السنوات الأخيرة، فقد تم إنشاء شراكة استراتيجية شاملة بين الصين والسعودية وغيرها من الدول العربية، وهناك تكامل لاقتصاداتها وكذلك مواقف متشابهة في كثير من القضايا الدولية".