ايجابيات عنصرية السلالة
صحيح أن السلاليين الحوث نهبوا الدولة، ودمروا انجازات الثورة اليمنية، ونهبوا أملاك المواطنين ومدخراتهم، وتسببوا في تشريد الملايين في الداخل وإلى الخارج، وشوهوا صورة بلادنا في كل مكان، وحولوا اليمن إلى مزرعة خاصة بالسلالة، وبعثوا وأوجدوا كل أنواع العنصرية والفوضى من القبور وسكبوها إلى الشارع، وجندوا الأطفال وزرعوا الالغام في كل مكان، وينهبون أموال الدولة والناس وياخذونها يوميًا بقواطر إلى صعدة، ولكن هناك فوائد من هذه الحرائق السلالية، وإليكم بعضها:
1. دفعت السلالة بأبناء اليمن إلى العودة إلى تاريخهم المطمور والمشوه والمزور، ونفض الغبار عنه، وأحيائه من جديد، وتصحيح ما علق به بعيدًا عن مرويات السلالة وأكاذيب الدجالين والكهنوتيين والفجرة والجهلة.
2. تشرد الملايين في الداخل، فعرفوا بلادهم العظيمة، وزادت علاقاتهم ببعضهم، وتشرد الملايين في الخارج، فعرفوا كيف العالم يعيش بعيدًا عن المسيدة والخريط السلالي ودجلة الدين والكهنوت، وكونوا جبال من المعرفة والثقافة، واكتسبوا مهارات ومعارف جديدة، وسيعودون في القريب.
3. أخرجت السلالة ما في باطنها من قذارات عنصرية مُزمنة، وأظهروا حقائقهم التي اخفوها عقودًا طويلة، بفعل التُقية والنفاق والكذب والتزوير، بينما كسب الشعب اليمني ثقافة ووعي ومعارف وعلوم ومهارات لم يكن سيكسبها خلال عقود طويلةمن الزمن.
4. سقطت كل شعارات المزايدة السلالية واليسارية، ودعاوى العميقين، التي كانت تُردد قبل 2011، وظهرت معادن الناس واخلاقهم، واتضح للناس أن هناك انعدام للأدب أكثر من قلة الأدب.
صحيح في ثمان سنوات، استولى السلاليون على أموال ضخمة، تقدر بعشرات المليارات، إلا أنهم فقدوا الكثير من القيم الكاذبة السلالية، التي كانوا يتكئون ويستندون عليها في تبوئهم مكانة اجتماعية رفيعة في اليمن، وإن نجحوا بنهب أموال اليمنيين ودولتهم، فقد عجزوا عن سرقة عقولهم وقلوبهم.
غدًا سياتي جيل جمهوري جديد، وسيعود من رحلة تشرده القسرية في الخارج إلى اليمن، مُتسلحًا بثقافة تلامس السحاب، ووعي يوزن الجبال، وعندها سنرى السلالي بماذا سيواجه الطوفان القادم، الذي عرف قصص قريش وخريط ما يُسمى زورًا وكذبًا بالآل وحزاوي العترة، وأكاذيب الولاية والغدير، هل سيواجهه بقصص معركة صفين أو الجمل أو بسيف ذو الفقار، أو ببكائية كربلاء، أو بسيدي يسلم عليكم والسيد قال وفعل، وكيف أنتوا، وجو عندنا؟
في قادم الأيام، سيثور جيل متعلم مثقف، ليكنس كل قذاراتهم وعنصريتهم، وسيعود لبناء اليمن بشكل جديد، يستحيل على السلاليين العودة بعقائدهم العنصرية الهدامة، لهدم الدولة مرة أخرى.
نعم الحاضر مظلم وبشع، ولكن القادم مشرق وأجمل.
نعم اليوم الجميع يعاني، وجائع، ولكن الغد قادم، وفيه السلام والعزة والشموخ.
فقط قاوموهم، وانبذوهم، وعروا كذبهم، وتفاخروا بتاريخكم الحضاري المُشرق، بعيدًا عن إرهاب غلاة المتعصبين للدين وللمذاهب ولروايات وقصص قريش والسلف، فنحن لا شأن لنا بقصصهم ومعاركهم وصراعاتهم الماضوية على السلطة والمال والسبايا، التي اندثرت قبل 1400 عام.