المشهد اليمني
الإثنين 20 مايو 2024 07:53 صـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز عاجل : التلفزيون الإيراني يعلن رسميا مقتل رئيس البلاد ووزير الخارجية في تحطم مروحية كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار صدقت توقعاتها وشكلت صدمة ...شاهد : خبيرة التوقعات ليلى عبداللطيف توقعت سقوط طائرة الرئيس الايراني ووفاة كل من فيها أمريكية الصنع...ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران؟ بينهم زعيم عربي.. زعماء دول قتلوا بحوادث تحطم طائرات يمنيون يحتفلون بموت الرئيس الإيراني ومرافقيه والحزن يسيطر على الحوثيين أول رئيس إيراني يخضع لعقوبات أمريكا . فمن هو إبراهيم رئيسي ؟ عاجل : تأكيد مقتل الرئيس الايراني و جميع المسؤولين في حادثة تحطم المروحية .. شاهد اولى صور الجثث التلفزيون الإيراني: لا وجود احياء في حطام مروحية الرئيس الإيراني عاجل .. شاهد أول فيديو يظهر حطام طائرة الرئيس الإيراني بعد العثور عليها

طقوس ومظاهر رمضانية يمنية

إفطار صائم
إفطار صائم

شهر رمضان بقدر ما هو مناسبة دينية، هو كذلك محطة للتراث اللامادي والعادات والتقاليد التي تختلف من بلد إسلامي إلى آخر.
وما يهمنا هو العادات والتقاليد الرمضانية في اليمن، الثابت منها والمتحول.
ومن المسلم به أن تراث أي شعب عبارة عن طبقات تتركم عبر العصور حتى تصبح تقليدا أو موروثا.
وعند الحديث عن العادات الرمضانية اليمنية التي أصبحت ثقافة خاصة لها محدداتها التي تميزها عن غيرها من البلدان يمكننا القول إنها تمتد في بعض الملامح إلى ما قبل الإسلام منها طقوس سبئية وحميرية ومنها ما تسرب إلينا من الديانة اليهودية التي اعتنقها اليمنيون من أيام الملكة بلقيس واستمرت إلى عهد الملك ابي نواس آخر الملوك الحميريين قبل دخول الأحباش إلى اليمن.
ومن العادات السابقة للإسلام هي استقبال شهر رمضان بإشعال النار في أسطح المنازل ورؤوس الجبال رغم تحوير هذا العادة هذه الأيام إلى إشعال الإطارات في المدن والقرى.
ومن العادات المشتركة مع اليهودية استقبال أيام الصيام بتنظيف المنازل والبيوت ودور العبادة وتجديد طلائها وتبييضها حتى وإن كانت نظيفة ومرتبة إلا أن النساء تقوم بالنظافة كطقس لا بد منه قبل شهر رمضان.
ومن العادات أيضا تخصيص أكلات تميز رمضان عن غيره ومع مرور الأيام أضيف لها أصناف جديدة تسربت من ثقافات أخرى كالحلويات الرمضانية التي وفدت مع التواجد التركي في اليمن. مثل الرواني والشعوبية والقديد وقمر الدين وغيرها من الحلويات التي يتم الإعداد لها من أواخر أيام شعبان.
وبرغم أن بعض مظاهر الاحتفال برمضان اختفت بسب عوامل الاقتصاد وتسارع وتيرة الحياة وانفتاحها إلا أن الكثير من الأسر حافظت على خصوصية ذلك الشهر الشعائري.
حيث يلاحظ اختلاف الطعام المقدم في رمضان عن باقي أيام السنة، وتُعد وجبة الشفوت من أبرز المأكولات التقليدية التي لا تخلو منها أي مائدة إفطار رمضاني، وهي تتكون من الخبز أو اللحوح واللبن (الزبادي أو الحقين) وبعض الخضروات التي تضفي نكهة جميلة على الطبق، كما يتم الحرص على وجبة بنت الصحن من أشهر الحلويات فضلا عن السنبوسة والطعمية أو الباجية والمهلبية التي تكون السفرة عامرة بها، كما تعد القهوة بمختلف أنواعها مشروبا مميزا بالنسبة لهم، يقدمونه مع التمر أثناء الفطور أو السحور.
ويحرص اليمنيون خلال هذا شهر الذي يتميز بروحانية خاصة على تبادل الزيارات والأطعمة بشكل كبير بينهم البين، رغبة بتقوية أواصر المحبة بينهم، وهو فرصة بالنسبة لهم لحل كثير من المشكلات الاجتماعية بينهم. وغالبا ما يجتمعون للإفطار معا، أو بعد تناولهم الفطور وصلاتهم للتراويح، كما يتبادلون الأحاديث المختلفة في أجواء سعيدة، أو يتحلقون حول شاشات التلفاز لمتابعة البرامج والمسلسلات التي يتم عرضها في رمضان.
كما يتحول ليل رمضان لدى اليمنيين إلى نهار، فإضافة إلى تبادل الزيارات، يقومون بإحياء تلك الأوقات بإقامة مسابقات ورقصات شعبية في بعض المناطق، وغالبا ما يمضغون القات جماعة في المنازل.
أهازيج متنوعة
تعد الأهازيج أحد أبرز ما يميز شهر رمضان المبارك في اليمن، ويرددها الأطفال خاصة غالبا قبل صلاة العصر أو بعد الفطور وتناول وجبة العشاء، ومنها ما تكون مخصصة في بداية الشهر، منها:
يا رمضان يا بو الحمائم
أدي لابي قرعة دراهـم
يا رمضان يا بو المدافع
أدي لنا مخزن بضائـع
وأما في ليالي رمضان، فكثيرا ما يردد الأطفال ما تعرف بـ"التمسية" منها: يا مساء أسعد الله المساء.. يا مساء جيت أمسي عندكم".
ومن تلك الأهازيج المرتبطة بطبيعة الأكل في رمضان:
"رمضان حق اللحالح.. العصيد والسمن مالح".
وكذلك "يا رمضان كن سير وروِّح.. عند الذي تسكي تلوِّح"، في إشارة إلى الخبز الملوح الذي كان يطبخ بوجه خاص في رمضان.
أما قديما حين كان الاعتماد على الزراعة بشكل كبير، فكان غالبا ما يأتي شهر رمضان في فصل الصيف، الذي يكثر فيه القَرع، فجاءت الأهازيج معبرة عن تلك البيئة آنذاك، ومنها "رمضان ما جاء يعمل.. لا دُبا ولا جرمل".
إلا أن هذه العادات تتغير وتتداخل مع عادات وافدة بفعل تأثير وسائل الإعلام المفتوح.
مثل عادة اللف في الشوارع بالفوانيس التي قدمت إلى اليمن من مصر. وكذلك الجلوس على القهاوي ولعب الورق والدمنة وغيرها من المظاهر الرمضانية.