أسعار النفط تواصل الهبوط وسط مخاوف من زيادات الإنتاج والرسوم الأمريكية

في مشهد يعكس اضطراب الأسواق العالمية، تهاوت أسعار النفط من جديد، لتضرب مستويات متدنية أثارت قلق المستثمرين. خلف هذا التراجع تكمن معركة غير مرئية بين القرارات السياسية المتقلبة وزيادة الإنتاج النفطي، في وقت يترقب فيه العالم ما ستسفر عنه اجتماعات أوبك بلس المقبلة. هذه التطورات تضع السوق أمام مشهد معقد، قد يعيد رسم معادلات الطاقة العالمية خلال الشهور المقبلة.
الأسعار تهوي وسط وفرة الإمدادات
شهدت أسعار النفط العالمية اليوم الخميس تراجعًا حادًا، حيث انخفض سعر خام برنت إلى 61 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس 58.10 دولارًا للبرميل. هذا الهبوط يأتي في ظل ضغوط متزايدة على السوق، أبرزها ارتفاع كميات المعروض وتراجع شهية الطلب، ما يعزز التوقعات باستمرار المسار الانحداري للأسعار خلال الأسابيع المقبلة.
تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية يربك السوق
حذر بنك "ستاندرد تشارترد" من أن هذا التراجع قد لا يكون مؤقتًا، مشيرًا إلى أن سياسة الرسوم الجمركية التي تتبعها الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، تشكل عنصرًا محوريًا في اضطراب السوق. فقد أعلنت الولايات المتحدة عن فرض تعريفات جمركية على أكثر من تسعين دولة، وهو ما أدى إلى زعزعة الاستقرار التجاري وأثر بشكل مباشر على حركة النفط عالميًا.
الإنتاج في تصاعد رغم المؤشرات السلبية
وفي خطوة زادت من تعقيد المشهد، كشفت ثماني دول من تحالف أوبك بلس، قبل نحو ثلاثة أسابيع، عن نيتها التراجع عن التخفيضات الطوعية في إنتاج النفط، معلنة زيادة مقدارها 411 ألف برميل يوميًا بداية من مايو. هذه الزيادة تمثل جزءًا من ثلاث دفعات شهرية تهدف إلى رفع مستويات الإمدادات، ما يعزز توقعات بتفاقم تخمة المعروض في الأسواق.
الأنظار نحو اجتماع أوبك بلس المقبل
من المقرر أن تعقد الدول الأعضاء في أوبك بلس اجتماعًا مهمًا في الخامس من مايو، لمناقشة مستويات الإنتاج لشهر يونيو، وسط حالة من الحذر الشديد في الأوساط الاقتصادية. هذا الاجتماع سيلعب دورًا محوريًا في تحديد ما إذا كانت الأسعار ستجد دعمًا من قرارات خفض أو تثبيت الإنتاج، أو أنها ستواصل الهبوط في ظل استمرار السياسات الجمركية والتوترات التجارية العالمية.