مفاجآت علمية.. كيف يؤثر ”الحسد” على حياة الإنسان؟
أكد الكاتب والباحث بدر بن سعود في مقال نشره في صحيفة "الرياض" أن الحسد ليس مجرد معتقدات ثقافية أو خرافات متوارثة، بل هو ظاهرة يمكن تفسيرها علمياً من خلال دلائل فيزياء الكم وعلم النفس. في مقاله الذي حمل عنوان "مقياس سميث للحسد"، استعرض بن سعود كيف أن بعض الظواهر العلمية تؤكد وجود تأثيرات يمكن أن تعزى للحسد، مشيراً إلى أن النظرية الحديثة في فيزياء الكم قد تكون بمثابة دليل علمي لهذا الواقع الغامض.
الفيزياء الكمومية والحسد
أوضح بن سعود أن علماء الفيزياء الكمية أشاروا إلى أن العين البشرية، عندما تراقب الأشياء، تغير من خصائصها، وهو ما يتفق مع ما ذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث عن "العين حق". هذه الفكرة، بحسب الفيزيائيين، تتسق مع النظرية العلمية التي تفترض أن المراقبة تخلق تأثيراً فزيائياً يغير مسار الأشياء، سواء كانت فوتونات أو إلكترونات أو حتى مواد مادية. وأضاف أن هذه الظواهر قد تكون دليلاً على تأثيرات الحسد كما وردت في الأديان والثقافات.
الحسد في علم النفس وعقوبات الحاسدين
كما تناول بن سعود تأثيرات الحسد في علم النفس، موضحاً أن الحاسد يواجه عقوبات نفسية وعاطفية قبل أن يؤثر حسده على الآخر، ويعاني من القلق والاكتئاب والإحساس بالدونية. وأضاف أن الفيلسوف أرسطو كان يرى أن الحسد ليس ملموساً في العالم المادي، لكنه يؤدي إلى أفعال سلبية ملموسة مثل العنصرية والتآمر على الآخرين.
واستشهد بن سعود بمقياس سميث للحسد، الذي طوره عالم النفس ريتشارد سميث، والذي يتضمن ثمانية أبعاد رئيسية تفسر دوافع الحسد، مثل الشعور بالدونية، والاستياء، والرغبة في الإضرار بالآخرين. كما أشار إلى دراسة أجريت في العالم العربي، أظهرت أن 85% من المشاركين شعروا بأنهم محسودون، وأن 40% من الأشخاص يقارنون حياتهم بحياة الآخرين.
الحسد: بين الثقافة والعلم
فيما يخص الحسد في الثقافات المختلفة، أبرز الكاتب أن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الدين الإسلامي، بل هي موجودة في الديانات والثقافات الأخرى. وذكر أن الحسد يعد من الخطايا السبع المميتة في المسيحية، وأن العقوبات التي توقع على الحاسدين تتضمن الخزي الدائم والعذاب الأبدي.
الطريق إلى دراسة محلية
اختتم بن سعود مقاله بدعوة لإجراء دراسة محلية حول الحسد في المجتمع العربي، متوقعاً نتائج مفاجئة إذا كان المشاركون صادقين في إجاباتهم.