في اليوم 397 لحرب الإبادة على غزة: المجازر الإسرائيلية مستمرة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، في ظل حرب إبادة مستمرة على القطاع منذ أكثر من عام، حيث استشهد 27 فلسطينيًا وأصيب العشرات في حصيلة غير نهائية خلال الساعات الماضية، بحسب ما أفادت شبكة "الجزيرة".
وكانت هذه الهجمات الإسرائيلية قد تزامنت مع إعلان جيش الاحتلال سحب الفرقة 252 من القطاع، وسط تصعيد في مناطق شمال غزة التي تشهد حاليًا أعنف العمليات العسكرية.
في الوقت نفسه، استمرت الغارات الجوية التي تستهدف تجمعات سكنية في مختلف أنحاء القطاع، حيث دمرت طائرات الاحتلال العديد من المنازل باستخدام "الروبوتات المتفجرة"، ما أسفر عن سقوط ضحايا ودمار واسع. وقد أشار منسق الأمم المتحدة في غزة، مهند هادي، إلى أن شمال القطاع لم يعد صالحًا للعيش نتيجة القصف المتواصل، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يشهدها المدنيون.
تتصاعد دعوات المؤسسات الإنسانية والهيئات الدولية لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية، حيث حذر تقرير لسلطة "جودة البيئة الفلسطينية" من أن حجم القنابل المستخدمة في غزة يفوق ما تم استخدامه في الحرب العالمية الثانية. في الوقت نفسه، أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، في رسائل بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن، أن الوضع في غزة "يزداد خطورة كل دقيقة" نتيجة العدوان المستمر على القطاع.
وقال منصور إن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ مخططاتها في شمال غزة، وهو ما أدى إلى استشهاد نحو 1300 فلسطيني في المنطقة الشهر الماضي فقط. وأضاف أن المجزرة الأخيرة التي نفذها جيش الاحتلال في مبنى سكني في بيت لاهيا، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين، بما فيهم 25 طفلًا، تندرج ضمن هذه الحملة العسكرية الهمجية.
وأدان منصور في رسائله العدوان الإسرائيلي على وكالة "الأونروا"، مؤكداً أن ما تقوم به إسرائيل من حظر أنشطة الوكالة وتهديد مقراتها في القدس الشرقية يشكل جزءًا من هجوم أوسع ضد الشعب الفلسطيني وضد النظام الدولي المعني بحماية حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وقد تزامن التصعيد العسكري مع إعلان الاحتلال مزاعم بأن "حماس هزمت"، في محاولة للتأثير على المعنويات. لكن فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "كتائب القسام"، لا تزال تواصل مقاومة الاحتلال بشراسة، حيث أعلنت عن تنفيذ عدد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال، مع إطلاق صواريخ استهدفت مواقع الجيش الإسرائيلي. وقد أفادت تقارير أن جيش الاحتلال تكبد خسائر بشرية، حيث أصيب 8 جنود إسرائيليين على الأقل خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبينما تواصل الآلة العسكرية الإسرائيلية حربها ضد قطاع غزة، فإن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءًا، مع تقارير عن انتشار المجاعة، وتدمير المنشآت الحيوية، ومرافق البنية التحتية التي تجعل الحياة في غزة شبه مستحيلة. في هذه الأجواء، تدعو فلسطين المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف جاد لوقف المجزرة المتواصلة ضد شعبها، مع تحرك مجلس الأمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار فورًا وضمان الحماية للمدنيين.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة رسمية أن إسرائيل لا تملك الحق في السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن انتهاك إسرائيل لقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي يتطلب تحركًا فوريًا من المجتمع الدولي. وقد أكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة أن فلسطين ستستمر في الضغط على المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين من الهجمات العشوائية والممنهجة.
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى حوالي 146,000، بينهم آلاف الأطفال والنساء. كما بلغ عدد المفقودين أكثر من 10,000 شخص، فيما تم تدمير الآلاف من المنازل والمرافق الحيوية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة في ظل الحصار والحرب المستمرة.