صدقة عن روح الزوجة: هل تصل إليها؟ وما هي فوائدها؟
أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا أكدت فيه أن التصدق عن الزوجة بعد وفاتها يُعد من أعمال البر التي يوصى بها وفق الشريعة الإسلامية.
وقد أوضحت الدار أن هذا النوع من البر لا ينقطع بوفاة الإنسان، بل يبقى مستمرًا ويتواصل نفعه للمتوفى، مستشهدة بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»، حيث يشير الحديث الشريف إلى أن الصدقة على الميت جائزة من أي شخص وتصل إليه ويستفيد منها بعد وفاته.
وأشارت الدار إلى أن الإحسان للزوجة وبرّها بعد وفاتها هو من الأمور المشروعة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو شكل من أشكال الوفاء والمحبة التي يمكن أن تظهر في صورة الدعاء، الاستغفار، التصدق، أو القيام بأي عبادة وإهداء ثوابها لها.
وأكدت دار الإفتاء أن الشرع لا يمنع من برّ الزوج لزوجته المتوفاة، بل إن النصوص النبوية تعزز هذا النوع من البر والوفاء.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يُكثر من ذكر زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها، ويكرم أقرباءها إكرامًا لها. فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِيَّاهَا»، مما يوضح عمق الوفاء والمحبة التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يظهرها تجاه زوجته بعد رحيلها.
وأضافت الدار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أيضًا يُكرم أصدقاء السيدة خديجة رضي الله عنها، ويتعهدهم بالعطايا، كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي كان يقول عند إهداء شيء: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَةَ»، مما يعكس استمرارية المودة والوفاء حتى بعد وفاة الزوجة.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن جميع صور البر والخير التي يقدمها الزوج لزوجته بعد وفاتها تعتبر من الأعمال المشروعة والمستحبة، بما في ذلك الثناء عليها، الدعاء لها، التصدق عنها، وغيرها من أعمال الخير التي ينتفع بها المتوفى في حياته الآخرة.