شاب جنوبي يحقق أعجوبة مذهلة رفعت رؤوس كل اليمنيين
الصياد الذي يدخل غابة مليئة بالوحوش المفترسة، ثم يخرج منها وقد اصطياد أسد أو نمر أو فهد، فتلك ليست شجاعة منه ولا بطولة، والفضل يعود إلى سيارته المصفحة التي دخل بها الغابة وهي مليئة بالأسلحة الفتاكة، كما انه لم يواجه الأسد وجها لوجه وقتله، بل لجأ لطريقة غادرة ، حيث كمن للأسد في مكان خفي ثم أقتنصه برصاصة غادرة من بندقيته القاتلة.
وقد شاهدت مقطع فيديو جرئ نشرته قناة " ناشيونال جيوجرافيك " لرجلين بدائيين من رجال الغابة، ويظهر المقطع رجلين نحيفين من سكان الغابة وهما عاريين إلا من قطعة قماش صغيرة تستر عوراتهما، هؤلاء الرجلين كانوا يتابعون فهد يطارد غزال، وحين امسك الفهد بالطريدة ، وأراد ان يتنعم بفريسته، إذا بالرجلين النحيفين يظهران له من خلف الأشجار ومع كل واحد منهما غصن شجرة يشبه العصا ، فهجما على الفهد وهما يصرخان بأصوات عالية في وجهه ويلوحان بعصيهما ،وأجبراه على الفرار، ليأخذا فريسته هنيا مريئا، وبذلك حصلا على وجبة هنية بكل شجاعة دون أن يقتلا الفهد، وهؤلاء هم الشجعان حقا.
ما أريد قوله ان الصياد لديه كل الإمكانيات التي تجعله يبدوا وكأنه بطل وشجاع ، ويستطيع قتل حيوان مفترس بينما الرجلين تمكنا من تحقيق معجزة دون أن يمتلكا أي سلاح فتاك، فلم يخافا من الفهد، ونجحا في الحصول على طعام يسكت جوعهما، وهذا يشبه بالضبط ما عمله شاب يمني من أبناء المحافظات الجنوبية، تمكن من التغلب على كل شيء بصبر وجلد ، ودون كلل أو ملل حتى حقق المعجزة التي رفعت رأس كل يمني داخل اليمن وخارجها.
فقد حصل الباحث الكفيف رضوان أحمد عبدالله الحنشي على درجة الماجستير بامتياز على رسالته الموسومة بعنوان (أثر القيادة الداعمة على تمكين العاملين دراسة ميدانية في جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين في محافظة عدن).، ورب قائل يقول ان هذه ليست أعجوبة فهناك الكثير من أصحاب العاهات حققوا نتائج مذهلة في مختلف المجالات.
لكن الأمر يختلف تماما مع الشاب "الحنشي" لأنه ببساطة استطاع أن يقوم بهذه الأعجوبة وسط ظروف قاهرة وصعبة، فجميع اليمنيين يعيشون حالة مزرية وتعيسة من الفقر والجوع ، ولا تتوفر فيها أدنى متطلبات الحياة ، وكل ما يهم الجميع في هذا الوقت العصيب هو البحث عن لقمة العيش التي تقيهم واولادهم الموت جوعا ، وحين نعلم ان الشاب كفيف وفاقدا لبصره ، ثم ينجح في الحصول على شهادة الماجستير مع مرتبة الشرف وسط زملائه المبصرين، فتلك لعمري معجزة تستحق الثناء والتقدير والاحترام .
والله الذي لا إله إلا هو ، انني لا أعرف هذا الشاب اليمني ولم ألتقي به في حياتي كلها ،ولكن ما قام به عمل بطولي اسعدني وأثلج صدري، وهو يجعل كل يمني يشعر بالفخر والاعتزاز ، لأن هذا الشاب الكفيف أثبت ان اليمنيين شعب جبار وعظيم وصابر، ويستطيع ان يثير ذهول العالم اذا أعطيت له الفرصة ، وهي الكلمة الشهيرة التي قالها الدكتور والمحلل السياسي الكويتي الشهير "عبد الله النفيسي" حين كشف في لقائه مع قناة الجزيرة القطرية قائلا : " اليمنيون يستطيعون بكل سهولة تحقيق نجاحات مذهلة أينما ذهبوا إذا أتيحت لهم الفرصة".
وهنا أوجه رسالة لفخامة الأخ الرئيس، الدكتور رشاد العليمي، وكذلك للأخ رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وهي كذلك لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي لتكريم هذا الشاب الكفيف المذهل ومنحه تكريم مالي سخي يمكنه من اقامة حفلة صغيرة لأقاربه الذين وقفوا إلى جانبه ، وتكون أيضا حافزا له ولغيره لتحقيق مزيد من النجاح.
صحيح ان العديد من الجهات منحته شهادات تكريمية، ولكنها شهادات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تساوي قيمة الحبر التي كتب بها، وتلك الجهات مشكورين على تلك الشهادات لأنهم لا يمتلكون القدرة المالية، وأملنا كبير بفخامة رئيس الجهورية ومعالي رئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الانتقالي لتكريمه والاحتفاء به بالشكل اللائق الذي يستحقه أمثال هؤلاء .