المشهد اليمني
الجمعة 20 سبتمبر 2024 11:55 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
مليشيا الكهنوت تختطف سادس قيادي مؤتمري بسبب الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر استشاري إماراتي: مشروب شهير يدمر البنكرياس لدى الأطفال ويسبب لهم الإصابة بالسكري بعد بلوغهم غرق طفل تعزي في عدن وسط دعوات لتشديد الرقابة على الشواطئ انتقاماً من مسقط رأس الثائر علي عبدالمغني.. الحوثيون يواصلون حملات القمع في السدة المشاط يعلن أن جماعته لن تصرف مرتبات الموظفين ويطالب السعودية بصرفها! أبرزها ألا يمس الأرض.. ”الداخلية” تكشف عن 13 محظوراً لاستخدام العلم السعودي أسعار جديدة مفاجئة للجميع.. ستارلينك تخفض أسعار باقات الأنترنت الفضائي لليمن فقط.. وهذه قيمة الاشتراك الشهري شاهد ماذا فعل نجوم ”أهلي جدة” تجاه فهد المولد بعد وصوله أحد مستشفيات السعودية وزير الإعلام اليمني: نكبة 21 سبتمبر أسوأ انتكاسة في تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر بتهمة الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر .. الحوثيون يعتقلون العشرات بينهم عقال حارات في مدينة إب اختطاف شاب في صنعاء بعد رفع صورة أحمد علي.. الحوثيون يواصلون القمع كارثة اخلاقية ستحرم اليمنيين من تشغيل خدمة ”ستارلينك”

الوضوء والسيطرة على الغضب: وصفة نبوية وتوجيهات إسلامية للتغلب على الانفعال

تعبيرية
تعبيرية

يعتبر الغضب واحدًا من المشاعر الطبيعية التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية. ولكن الدين الإسلامي قدّم توجيهات واضحة ومهمة للتحكم في الغضب وعدم الانسياق وراءه، ومنها النصائح النبوية التي حثت على اللجوء إلى الوضوء، وذكر الله، واتباع سلوكيات معينة للحد من هذا الشعور.

دور الوضوء في السيطرة على الغضب

الوضوء ليس فقط وسيلة للطهارة الجسدية، بل يعتبر أيضًا علاجًا روحيًا ووسيلة فعالة للسيطرة على الغضب. فكما ورد في الحديث النبوي الشريف: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ» (رواه أبو داود والإمام أحمد). من هنا، يُفهم أن الوضوء يعمل على تهدئة النفس وإطفاء لهيب الغضب كما تطفأ النار بالماء.

ذكر الله وتأثيره في تهدئة الغضب

إلى جانب الوضوء، يعتبر ذكر الله أحد أهم الوسائل لتسكين الغضب، حيث يقول الإمام الماوردي في كتابه *"أدب الدنيا والدين"* أن ذكر الله يبعث في النفس الخشية، ويجعل الإنسان يتذكر أن الله يراقب تصرفاته، فيُعينه ذلك على التحكم في غضبه والتأدب في سلوكه.

وقد جاء في القرآن الكريم: «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» (الكهف: 24)، مما يشير إلى أن ذكر الله يُعَدّ وسيلة فعالة للسيطرة على النفس عند لحظات الغضب.

نصيحة النبي: "لاَ تَغْضَبْ"

في حديث صحيح رواه البخاري، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالبًا نصيحة، فقال له النبي: «لاَ تَغْضَبْ»، وكررها عدة مرات.

هذه النصيحة الموجزة تحمل في طياتها فوائد جمة، إذ تدل على أهمية تجنب الغضب وتحري الحكمة في التعامل مع المواقف التي قد تثيره.

أنواع الغضب: الممدوح والمذموم

يُقسم الغضب إلى نوعين: غضب ممدوح وغضب مذموم. فالغضب الممدوح هو ذلك الذي يحدث بسبب الغيرة على الدين، كالدفاع عن محارم الله أو الغضب لانتهاك أحكام الله.

أما الغضب المذموم فهو الذي ينشأ عن الهوى والشيطان، ويؤدي بصاحبه إلى الطغيان والعدوان على الآخرين دون وجه حق.

وصفة نبوية للتخلص من الغضب

قدم الرسول صلى الله عليه وسلم وصفة شاملة للتخلص من الغضب تتضمن:
1. **التعوذ بالله من الشيطان**: الغضب من وساوس الشيطان، والتعوذ بالله منه يعتبر أول خطوة للتغلب عليه، كما ورد في القرآن: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ» (الأعراف: 200).

2. **تغيير الحالة الجسدية**: إذا كان الشخص غاضبًا وهو قائم، فليجلس، وإذا لم يهدأ فليضطجع، كما جاء في الحديث النبوي الذي أرشد إلى هذا السلوك لتخفيف حدة الغضب.

3. **السكوت عند الغضب**: من الأمور التي شدد عليها النبي صلى الله عليه وسلم هي ضرورة السكوت عند الغضب، حيث قال: «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ»، وذلك لأن الكلمات التي قد تخرج أثناء الغضب قد تكون جارحة وغير مدروسة.

4. **الوضوء عند الغضب**: كما ذكر سابقًا، الوضوء يعتبر وسيلة ناجحة لتهدئة النفس والتغلب على مشاعر الغضب.

كظم الغيظ والعفو عن الناس

يحث الإسلام على كظم الغيظ والعفو عن الناس، وقد ورد في القرآن الكريم: «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (آل عمران: 134). كما جاء في الحديث الشريف: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنْفَاذِهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ فَيُخَيِّرُهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ» (رواه الترمذي). هذه الفضيلة تحمل في طياتها مكافآت عظيمة في الدنيا والآخرة لمن يتحلى بالصبر ويعفو عن الناس عند الغضب.

من خلال النصوص الدينية والأحاديث النبوية، يمكن القول إن الغضب شعور طبيعي، ولكنه بحاجة إلى ضبط وتحكم. الوضوء، ذكر الله، والتعوذ من الشيطان هي وسائل مجربة وموصى بها في السنة النبوية للتحكم في الغضب.

الإسلام يشجع على الحلم وكظم الغيظ، ويعد من يتمكن من ضبط غضبه بفضلٍ كبير في الدنيا ومكافآت عظيمة في الآخرة.