ليست إيران وحدها.. الكشف عن أسماء 3 دول شاركت في اغتيال علي عبدالله صالح .. سفير سابق ينبش ما حدث بالغرف المغلقة
تتكشف خيوط عملية اغتيال الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، والأطراف الضالعة فيها والأيادي المتلطخة بها، بإقرارات ضمنية أو مباشرة من شركاء العملية، التي انتهت بقتل أحد رموز اليمنيين.
وبهذا السياق، نقلت وكالة خبر، عن مسؤول دبلوماسي رفيع في الخارجية البريطانية كشف عن إخطار قيادات المليشيا الحوثية لبلاده قبيل اغتيال الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، في ديسمبر 2017م.
وأكد السفير البريطاني السابق لدى اليمن، إدموند فيتون براون، أنه أجرى محادثات مع كبار قادة مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، أخبروه -مسبقًا- بعزمهم القضاء على الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح.
إدموند فيتون براون، الذي عمل سفيراً لبريطانيا لدى اليمن خلال الفترة 2015 وحتى 2017.
جاء حديثه خلال مشاركته في ندوة عبر الإنترنت، الخميس الماضي، نظمها مشروع مكافحة التطرف (CEP) -الذي يعمل حالياً مستشاراً أول له-، لتقديم تقرير حول “تحويل الحوثيين للمساعدات الإنسانية في اليمن”.
الإخطار الحوثي لبريطانيا كان بمثابة أخذ الضوء الأخضر من حاملة قلم الملف اليمني، والفاعلة في كثير من خيوطه الشائكة، لتنفيذ أجندة مشبوهة غير وطنية بأيادي عصابة الحوثي.
الاقرارات البريطانية لم تكن الوحيدة بالنسبة للدول الأوروبية وإيران وإنْ تحفظت كثيراً خشية فضيحة التورط بالجريمة، حيث سبقها تصريح دبلوماسي أمريكي أقر أخذ المليشيا الضوء الأخضر لاغتيال الزعيم.
فناطق مليشيا الحوثي محمد عبدالسلام ذكر في تغريدة على موقع (إكس)، أن السفير الأمريكي ماثيو تولر، حرضهم بشكل غير مباشر على اغتيال الزعيم صالح، رداً على حروب صعدة الست، وذلك أثناء عقد مشاورات الكويت التي دُشنت في أبريل 2016 بين الحوثيين والحكومة اليمنية الشرعية.
التحريض الضمني لدى "تولر"، جاء صريحاً في حوار أجراه برنامج بلا حدود بقناة الجزيرة، أواخر أغسطس 2017م، بالنسبة للسفير الأمريكي جيرالد فايرستاين.
وكالة خبر المحسوبة على قيادات مؤتمرية، قالت إن ذلك التحريض سبقه ضغوط أمريكية عديدة ومخططات تطالب صالح بمغادرة اليمن، إلا أن الضغوط فشلت أمام رفض "صالح" الأمر الذي أزعج واشنطن كثيراً ودفعها لمضاعفة ضغوطها والتآمر مع طهران ومليشياتها في اليمن، وأطراف دولية أخرى بينها عربية.
تورط إيراني مباشر
وأقرت قيادات إيرانية عدة تورط طهران، وإصدارها توجيهات مباشرة لمليشياتها في اليمن "الحوثيين" باغتيال "صالح".
ففي اليوم الثاني من استشهاد "صالح"، ظهر قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، معلناً -ضمنياً- اضطلاع إيران باغتيال الزعيم "صالح"، بقوله إن ما أسماها "المؤامرة بالانقلاب على "الحوثيين" فى اليمن تم إخمادها فى مهدها"، في إشارة إلى انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017. تضيف الوكالة.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" الإيرانية عبر حسابها الرسمى على "تويتر" جدد خلالها "جعفري" التأكيد على تقديم الدعم للحوثيين.
فيما كشف كتاب بعنوان "قائد الظل" تناول السيرة الذاتية لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والولايات المتحدة وطموحات إيران العالمية، توجيهات "سليماني" المباشرة بقتل الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، في ديسمبر/كانون الأول 2017.
وأوضح مؤلف الكتاب "آراش عزيزي" في حوار أجراه معه مركز كارنيغي للشرق الأوسط أواخر ديسمبر 2020، رداً على سؤال كيف علم بأن سليماني أمر مباشرة بقتل الزعيم "صالح": "لقد قال لي اثنان من فيلق القدس معنيان بوضع سياسة إيران تجاه اليمن هذا بشكل منفصل".
وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك لقد قال مصدر في قيادة الحوثيين، إن هذا كان طلباً من سليماني، وقد وافق عليه الحوثيون أنفسهم".
وتابع: "عندما يتعلق الأمر باليمن، فإن مشاركة إيران هي أكثر من مجرد ذراع. ولها عنصران أساسيان: محاولة مساعدة الحوثيين على أن يصبحوا أكثر تطوراً عسكرياً. ومحاولة منحهم أساساً أيديولوجياً أقوى".
التصريحات والمكاشفة المتقطعة بين فترة وأخرى تثبت حقيقة المؤامرة الثلاثية (بريطانيا – أمريكا – إيران) بتنفيذ حوثي والتي تستهدف اليمن والإقليم والمنطقة ككل وأمنها واستقرارها، وهو ما نشهده كل يوم من تواطؤ وتخادم بين ثلاثي الشر.