الحوثي أحرج إيران!
الأفعال البهلوانية لميلشيا الحوثي، وخطاباتهم النارية، وتهديداتهم البرجوفضائية للملاحة في البحر الأحمر، وقصفهم غير المؤثر لإسرائيل، تصور للمتابع غير اليمني بأنهم في مواجهة صفرية وحاسمة مع إسرائيل خاصة، وند قوي للغرب عامة. بل أن ضجيجهم طغى على قوة الندية الروسية لأمريكا، وتفوق على سطوة نووي كوريا الشمالية وتحديها للغرب.
مواقف الحوثيين الدعائية وأفعالهم الاستعراضية بشأن غزة لم تحرج إلا رأس الحية إيران، ولم تخطف الأضواء إلا عن مزايد الضاحية الجنوبية اللبنانية حسن نصر الله، ولم تغيض إلا مليشيات إيران في العراق، ولم تُحرج إلا نظام بشار الأسد. فتلك القوى ظلت تبني الجيوش، وتُخلق وتنشأ وتضاعف الميليشيات الطائفية والمذهبية والمسلحة؛ في المنطقة العربية، بعقيدة وشعار تحرير القدس. ووصل بهم الحال لتقديم أنفسهم أنهم الوحيدون الممثلون للمحور المقاوم لإسرائيل، والمعارض لأمريكا، والحامل الأوحد لقضية تحرير فلسطين، والمعبر الصادق عن آمال الأمة الإسلامية.
ولكنهم اليوم وعندما حصص الحق، تحولوا إلى نعام متُخمة، نراهم ولكن لا نسمع لهم همسا أو موقفًا.
بل وصل الحال بإيران وذيولها في العراق وسوريا ولبنان تجاهل استهدافات إسرائيل المتكررة لميليشياتهم، ولأسلحتهم ومطاراتهم في سوريا والعراق، ( وأحيانا كثيرة نكرانها)، وفقط نسمع جملة" نحتفظ بحق الرد"!
تذكرت مزايد الضاحية الجنوبية عندما قال قبل فترة: أن صواريخ الحوثي لم تصل إلى إسرائيل، فقد قالها بحسد وغيرة، بعد أن وجد نفسه يصارع العواميد، بينما الحوثي يقصف ويهدد ويختطف، وهو من كان يصرخ ويزبد، ويتمنى الوصول إلى اليمن لمواجهة العدوان الصهيوأمريكيبيزينطي، وكان يقدم نفسه وكيل أول لولي الفقيه في المنطقة العربية، والقائد البطل لجبهة الإسلام ضد إسرائيل، لذا يشعر اليوم أنه فقد وهج ومكاسب ادعاءات بطولات هزيمة إسرائيل، التي ظل يتكسب بها منذ 2006، بعد أن خطف الحوثي منه مقود التوظيف لقضية فلسطين بجدارة وبراعة، وقلة دين وانعدام أخلاق، وأثبت أنه الأداة الأولى لإيران في المنطقة العربية لا حسن نصر الله.
صحيح أن جرائم ميليشيات الحوثي في البحر الأحمر لن تفيد فلسطين، ولكنها تدمي الجسد اليمني، وتضاعف جراح وآلام ومعاناة الشعب اليمني، إلا أنه كشف للجميع "دون أن يدري أو يخطط له" أن إيران وأذرعها في العراق وسوريا ولبنان هم مجرد أدوات طائفية عنصرية، وظيفتهم تدمير دول المنطقة العربية لصالح مشروع ولي الفقيه الصفوي.
أما اليمنيون والدول العربية فجميعنا نعلم بأهدافهم ومراميهم وإلى أين يريدون الوصول، ونعلم كذلك بخفايا التخادم بينهم وبين دول كثيرة، سواء في الغرب أو في منطقتنا العربية.