الجمعة 2 مايو 2025 06:32 صـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

من هو القائد الشجاع؟

الخميس 16 نوفمبر 2023 02:01 مـ 4 جمادى أول 1445 هـ

معظم الناس سيقولون إنه القائد الذي ينتصر في الحرب. لا ليس هو.

القائد الشجاع والفذ هو الذي يقود بلاده إلى الأمام، ويتمكن بحنكته وخبرته وشجاعته وجراءته من قيادة دولته ومصالحها إلى بر الأمان؛ مرورا من ميادين الحرب، وفخاخ الألغام، ومكائد الأعداء.

هو القائد الذي ينجح في تحقيق مصالح بلاده أو الحفاظ عليها دون التورط في حرب.

هو القائد الذي ينجح في قيادة سفينة وطنه إلى الضفة الأخرى والشاطئ الآمن دون تعريض مواطنيه إلى الأذى، ودون خسائر في الأرواح والممتلكات.

في أحيان كثيرة تصبح هناك حاجة وضرورة لدخول الحرب، ولكنها تظل فقط في حالات جدا استثنائية، وهي التي يصبح فيها خسائر دخول الحرب أقل خسائر تجنبها، كمثل ضرورة مواجهة حركات التمرد المتطرفة والمدعومة من الخارج، فالتساهل في قمعها وإخمادها يقود الجميع إلى مآس أعظم، ومخاطر لا حصر لها، كما حدث في اليمن عندما تساهلت الدولة في قمع تمرد جماعة الحوثي في بدايات حركتهم المسلحة.

أنا أتحدث هنا عن الدولة، أما عندما تختطف العصابات والقوى الدينية المُسيسة الحكم، فيتحول الأمر عندها إلى فوضى شاملة، فتلك العصابات لا ترى لها وجودًا أو مستقبلًا إلا في ظل حروب متواصلة وفوضى عارمة. ولذا لا يهمها عندما تسخر البلاد وأهلها ومكاسبها وممتلكاتها لإدامة حكمها حتى وإن تسببت حروبهم في هلاك الجميع وتدمير البلد وضياع حقوق وممتلكات الناس، فستجدونهم في أخر النهار يخروجون من جحورهم وتحت أدخنة حرائقهم يصرخون: الله أكبر، انتصرنا!