اليمنيون في غزة: نداء عاجل لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان
في ظل مشهد الحرب الدامي في قطاع غزة، تتكشف مأساة إنسانية قاسية يعيشها اليمنيون العالقون في القطاع، حيث يجد هؤلاء أنفسهم بلا مخرج ولا أمل، في وقت تُركوا فيه يواجهون مصيرهم وحيدين دون دعم حقيقي من الجهات المعنية.
الصحفي العدني عبدالرحمن أنيس، كشف في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، معاناة أكثر من مائة يمني، 90% منهم من النساء والأطفال، العالقين في غزة. وأكد أن الجنسيات المختلفة غادرت القطاع المدمر، باستثناء اليمنيين الذين تُركوا يواجهون مصيرهم بسبب الإهمال الدبلوماسي وعدم التنسيق لإجلائهم.
غياب التنسيق والإجلاء
في بداية الحرب، تواصل العالقون مع السفارة اليمنية في القاهرة، وسجلوا أسماءهم أملاً في الخروج، لكن الردود اقتصرت على أن إجراءات الإجلاء مرتبطة بموافقة الجهات المعنية. وفقاً لشهادات المتضررين، اختفت تلك الردود لاحقاً، بل وصل الأمر إلى أن القنصل اليمني قام بحظر أرقام المتواصلين معه، بحسب شهادة أحد العالقين.
حياة على حافة الموت
يتنقل العالقون من منطقة إلى أخرى وسط القصف، دون توفر أي من أساسيات الحياة. لا خيم تأويهم، ولا حمامات، ولا غذاء أو ماء يكفي احتياجاتهم. وأشار المواطن علي خالد إلى أن تكاليف الحياة باتت خيالية، حيث بلغ سعر كيس حفاظات الأطفال 100 دولار، وكيلو الطماطم 20 دولاراً.
الرعاية الصحية تكاد تكون معدومة، وإن وُجد مستشفى ميداني، تكون الأولوية للجرحى والمصابين في ظل نقص الموارد الطبية.
شهادات من العالقين
أحد العالقين، علي خالد، يمني وُلد في اليمن، سرد تفاصيل مأساوية عن حياته في غزة، مشيراً إلى أن عائلته نزحت من اليمن في عام 2014 بحثاً عن حياة أكثر استقراراً في موطن والده. ولكن الحرب في غزة جلبت دماراً شاملاً، ودمرت منازلهم وأعمالهم، ودفعتهم للعيش في ظروف غير إنسانية.
عائلة الأسطل، واحدة من العائلات اليمنية العالقة، كانت تعيش حياة كريمة قبل الحرب، ولكنها فقدت كل شيء بعد اشتداد القصف.
مشاهد صادمة
وصف العالقون أياماً مرعبة، حيث يشاهدون الجثث الملقاة في الشوارع تأكلها الكلاب والقطط دون أن تُدفن، فيما يعيشون كل ليلة دون ضمان أنهم سيستيقظون أحياء.
نداء للخارجية اليمنية
وجه الصحفي أنيس نداءً عاجلاً لوزير الخارجية اليمني، شائع محسن الزنداني، للتحرك سريعاً والتنسيق مع دول مثل مصر، الإمارات، الأردن، وقطر، لإجلاء هؤلاء العالقين وإنقاذهم من هذه الكارثة الإنسانية.
وأكد أن هذه المأساة لن تُنسى، مشيراً إلى أنه في حال استمرار التجاهل، قد يُكشف عن أسماء الجهات الدبلوماسية التي تسببت في تفاقم معاناة هؤلاء المواطنين.
أزمة اليمنيين العالقين في غزة هي اختبار حقيقي للضمير الإنساني والدبلوماسية اليمنية. فهل تتحرك الجهات المختصة لإنقاذهم أم سيبقون رهائن للإهمال وسط أهوال الحرب؟