محلل سياسي: هروب جماعة الحوثي من التصعيد وهذا ما سيفعله زعيم الجماعة بعد فوز ترامب
قال محلل سياسي إن جماعة الحوثي ستواصل تبني خطاب سياسي مرتفع الصوت وصاخب في ظل صعود دونالد ترمب إلى الرئاسة الأمريكية، لكنه أضاف أن الجماعة ستسعى في المقابل إلى التكيف مع الواقع الجديد، محاوِلةً إظهار مرونة تكتيكية لحماية نفسها أمام التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.
وفي حديثه عن التحولات التي قد تطرأ على السياسة الأمريكية في عهد ترمب، قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي عدنان الجبرني إن الحوثيين سيركزون على الحفاظ على صورة الجماعة أمام أنصارهم، عبر استمرار الخطاب الحماسي الموجه ضد القوى الإقليمية والدولية. وأضاف: "لكن عمليًا، ستحاول الجماعة التكيف مع المتغيرات السياسية وستجد دائمًا حججًا للتغطية على أي تغيير في مواقفها، تمامًا كما كان الحال في الماضي."
وتابع الجبرني: "حتى تتضح ملامح سياسة ترمب بشأن المنطقة، خصوصًا تجاه إيران وأذرعها في الشرق الأوسط مثل الحوثيين في اليمن والعراق، سيعمد الحوثي إلى دراسة طبيعة الاستجابة الإيرانية تجاه هذه السياسة، ويعتمد على هذه الاستجابة لتحديد خطواته القادمة." وأضاف أنه في هذه المرحلة، سيعمل الحوثي على التكيف مع السياسة الأمريكية الجديدة لتأمين مواقعه، في انتظار كيف ستتطور الأمور في المنطقة بناء على تحركات ترمب.
وفي سياق آخر، أشار الجبرني إلى أن الحوثيين سيركزون خلال الفترة المقبلة على إطلاق تهديدات وتحذيرات مباشرة للسعودية في محاولة لتحفيز رد فعل يضعف من أي رؤية حازمة قد تتشكل ضدهم في ظل العلاقة القوية بين ترمب والسعودية. ولفت إلى أن الحوثي يخشى من رؤية أمريكية قد تتشكل ضد الجماعة في حال قررت الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب السعودية والإمارات في مواجهة الميليشيات الإيرانية بالمنطقة.
على الصعيد العسكري، توقع الجبرني في منشور رصده المشهد اليمني، أن لا يستمر ترمب في النهج الذي تبعه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، والذي تمثل في شن ما يقارب 800 غارة جوية ضد أهداف حوثية على مدى عشرة أشهر، دون تحقيق نتائج ملموسة. وقال الجبرني: "من المتوقع أن يغير ترمب هذا النهج العسكري ويعتمد على ضربات نوعية ضد الحوثيين، مع استهداف قادة عسكريين بارزين من الجماعة، وهو ما من شأنه أن يفرض ضغوطًا أكبر على الحوثيين."
وأضاف المحلل السياسي أن ترمب سيسعى إلى اتخاذ خطوات أكثر فاعلية لمحاصرة الحوثيين، بما في ذلك وضع قيود اقتصادية وعسكرية قد تُسهم في خنق الجماعة وتقليص قدرتها على الاستمرار في التصعيد ضد السعودية وحلفائها.