الكشف عن تغيير طاريء لدور الحوثيين في ”محور المقاومة”
أكد خبراء وباحثون اكاديميون خلال ندوة نظمها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ناقشت الصراع في لبنان، وتحوّل مسار الحرب بشكل كبير بعد اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من كبار قادة الحزب نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي – تابعها المشهد اليمني - " إن جماعة الحوثيين مستعدة لتوسيع دورها في مواجهة المصالح الإسرائيلية في الصراع المستمر بالشرق الأوسط، في الوقت الذي تعلمت الجماعة من الأخطاء التي ارتكبها حزب الله".
وأعتبر الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية " عدنان الجبرني" في مداخلة له تخللت الندوة إن "جماعة الحوثي تعلمت كيف تتجنب سقوط حزب الله بعد الضربات الموجعة التي تلقاها الأخير". وأضاف "لذلك سوف تنكفئ مجددا وتعود لحالها السابق من الغموض لتحافظ على سرية بنيتها، إضافة إلى تهيئة آخرين للمناصب القيادية، ومراجعة بروتوكولها الأمني"مشيرا الى أن الجماعة استلهمت بنيتها وهيكلها العسكري والسياسي والإعلامي من حزب الله، وكان خبراء الحزب أول من وصل لمساندة الحوثيين في صعدة إبان الحرب الرابعة التي خاضتها الجماعة ضد القوات الحكومية؛ إذ نقلوا الجماعة من مجموعة مقاتلة إلى جماعة منظمة تملك خبرة وتكتيكا عسكريا".
ولفت " الجبرني " الى إن " ظهور زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أكثر حذرا في تحركاته، وتراجع ضربات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر، يشير إلى أن الجماعة تجري إعادة لتقييم الوضع ".
من جهته أكد "عبدالغني الإرياني باحث أول في مركز صنعاء للدراسات في مداخلة مماثلة له في الندوة " إن الحوثيين يحتفظون ببعض قوتهم النارية للدفاع عن إيران في حال شنت إسرائيل ضربة عسكرية ضدها معتبرا أن "دور الحوثيين في محور المقاومة قد تغيّر... لم يعودوا يستخدمون كل مواردهم العسكرية في البحر الأحمر، والآن يحاولون الاحتفاظ بالطائرات المسيّرة والصواريخ حتى إذا استُهدفت إيران في ضربة واسعة من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل، يمكن للحوثيين استخدام هذه الموارد حينها لتشتيت انتباههم".
ولفت "الارياني الى أن " السعودية تحاول تحييد وضعها خلال هذه المرحلة بحيث لا تغضب إيران والولايات المتحدة في الوقت ذاته. كما تحرص على التأكيد للحوثيين بأنها ستوقع الاتفاق معهم بعد توقف المعارك في غزة مشيرا الى" إن الرياض باتت تدرك أنه في حال توسعت الحرب في المنطقة فإنها ستتعرض للهجوم من قِبل الحوثيين".
وأكد "الارياني " " أن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها إيقاف جماعة الحوثيين هي عبر اليمنيين أنفسهم، أي أن تكون هناك قوة حقيقية لدى المعسكر المناوئ للجماعة بقيادة موحدة تستطيع أن تشكّل رادعا يقنع الحوثيين بأنه لا يمكنهم فرض إرادتهم بقوة السلاح".
رئيسة قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن " لينا خطيب" اعتبرت من جهتها أن حزب الله اللبناني تعافى بعد الضربات الإسرائيلية الأولية، وإن لديه هيكلية مرنة يستطيع من خلالها الاستمرار حتى بعد قتل زعيمه". مشيرة الى أن "غياب نصرالله يشكل طعنة رمزية للفصائل التي كانت تنظر إليه كأخ أكبر".
واعتبر علي هاشم، مراسل قناة الجزيرة الدولية في بيروت من ناحيته أنه "عقب مقتل أمينه العام حسن نصر الله، استعاد الحزب نسخته القديمة كحركة مقاومة سرية منوها الى أن "محور المقاومة لم يكن يريد حربا مع إسرائيل، لكن السابع من أكتوبر وضع جميع من في المحور أمام لحظة صعبة؛ إذ لم يكونوا قد وصلوا إلى المستوى الذي يستطيعون فيه خوض هذه المعركة".