700 شهيد و 1000 جريح في جباليا .. إبادة مستمرة للمدنيين شمال غزة والمستشفيات المحاصرة تطلق نداء استغاثة للعالم
استشهد 42 فلسطينياً اليوم الأربعاء جراء غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة، في حين يواصل الاحتلال تصعيد هجماته ضد المدنيين العزل، مستهدفاً النازحين، ومحاصراً المستشفيات في ظروف إنسانية كارثية، ووصل عدد الشهداء في مخيم جباليا للاجئين خلال أيام إلى 700 شهيد.
أفادت مصادر طبية باستشهاد 42 شخصاً منذ الفجر، من بينهم 37 استشهدوا في شمال القطاع، حيث تعرضت مدينة جباليا لقصف مكثف أدى إلى دمار واسع ونزوح آلاف المدنيين.
وفي واحدة من الحوادث المروعة، استشهد ثلاثة فلسطينيين إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الزهراء شرق مدينة غزة، وهي ملاذ لآلاف النازحين الذين لجأوا إلى الصفوف الدراسية وساحات المدرسة بحثاً عن الأمان. كما استشهد فلسطيني آخر وأصيب آخرون في محيط مدرسة الهاشمية بحي التفاح، بينما قضى فلسطينيان آخران جراء قصف إسرائيلي شمال مدينة رفح.
جباليا، التي تتعرض لهجمات عنيفة منذ بداية أكتوبر، شهدت أيضاً استشهاد ستة أشخاص في قصف استهدف منزلاً، ما يعكس استمرار سياسة الاحتلال في استهداف المدنيين وإجبارهم على النزوح القسري.
من جانب آخر، يعاني القطاع الصحي من حصار مشدد، حيث أفاد الدفاع المدني في غزة بأن المستشفيات شمال القطاع، وخاصة المستشفى الإندونيسي ومستشفيي كمال عدوان والعودة، محاصرة بالكامل، مع استهداف الاحتلال لأي محاولة لدخول أو خروج من هذه المنشآت الطبية. وقد دمرت إسرائيل الطرق المؤدية إلى مستشفى كمال عدوان، مما يعمق معاناة الطواقم الطبية والمرضى.
مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، أطلق نداء استغاثة للعالم، مؤكداً أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مشيراً إلى أن كل ساعة تتحول حياة جريح إلى مأساة أخرى بفعل عدم توفر وحدات الدم والمستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ الأرواح.
في سياق القصف المتواصل، استشهد مدير شرطة بلديات محافظة شمال قطاع غزة، مازن الكحلوت، بعد استهدافه قرب مستشفى اليمن السعيد. كما أشار المكتب الإعلامي في غزة إلى أن حصيلة القصف على جباليا والمناطق المجاورة خلال الـ19 يوماً الماضية تجاوزت 770 شهيداً وألف جريح، مع نزوح جماعي للمواطنين تحت التهديد بالقتل.
ومع دعم الولايات المتحدة، تواصل إسرائيل حربها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن أكثر من 143 ألف شهيد وجريح، إلى جانب مئات المفقودين ودمار واسع طال البنية التحتية والمجتمع. هذه المجازر تأتي رغم قرارات دولية بوقف العدوان وتحسين الوضع الإنساني، وسط صمت عالمي تجاه الكارثة المستمرة.