70 شهيد ودفن الشهداء بدون أكفان .. إبادة مستمرة في شمال غزة والممرات الآمنة” تتحول إلى مصائد موت للنازحين
اضطر النازحون الفلسطينيون في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة لدفن جثامين ضحاياهم في الطرقات العامة دون تكفين، بعد نفاد الأكفان نتيجة الحصار والقصف الإسرائيلي المكثف الذي دخل يومه الثامن عشر. ووفقًا لمصادر طبية، ارتفع عدد الشهداء إلى 70، بينهم 57 في شمال القطاع.
شهود عيان أفادوا أن الجيش الإسرائيلي شدد حصاره على مشروع بيت لاهيا المكتظ بآلاف النازحين الفارين من مخيم جباليا والمناطق المحيطة، بينما واصلت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية استهداف المنطقة بشكل مكثف. كما أطلق الجيش الإسرائيلي عشرات الطائرات المُسيّرة لاستهداف النازحين، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والمصابين.
الأوضاع الأمنية الصعبة منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى أماكن القصف. وبسبب الحصار ونفاد الأكفان، دفن الأهالي ضحاياهم في الطرقات دون تكفين، وفقًا لشهادات أدلى بها مواطنون من المنطقة. وأكدت مصادر طبية فلسطينية في مستشفيات شمال القطاع، مثل مستشفى كمال عدوان، أن الأكفان نفدت بسبب الأعداد الكبيرة من الشهداء خلال الأسابيع الماضية.
وفي صباح الثلاثاء، وزع الجيش الإسرائيلي منشورات تحذر أهالي بيت لاهيا من البقاء في المنطقة وتدعوهم إلى إخلائها والتوجه جنوبًا. لكن الشهود أكدوا أن هذا الإنذار تزامن مع قصف مدفعي مكثف.
محمد المقادمة، أحد النازحين، قال: "الوضع منذ ساعات الفجر سيئ للغاية، والجيش الإسرائيلي لم يتوقف عن القصف ولو لدقيقة واحدة"، مضيفًا أن الاستهدافات المستمرة دفعت الأهالي إلى دفن شهدائهم في الطرقات العامة دون أكفان.
وأوضح المقادمة أن الطواقم الطبية لم تتمكن من الوصول إلى المناطق المستهدفة، حيث أن مستشفى كمال عدوان القريب محاصر بالنيران. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يستخدم طائرات مسيّرة لإلقاء أوامر صوتية تطلب من النازحين مغادرة منازلهم والتوجه إلى جنوب غزة عبر "ممرات آمنة". لكن آلاف السكان لم يلتزموا بتلك التعليمات وواصلوا البقاء في منازلهم ومراكز الإيواء.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى كمال عدوان أن المخزون الطبي، بما في ذلك الأكفان، قد نفد، ما يهدد بتوقف الخدمات الصحية بشكل كامل. وناشد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي السكان المحليين بالتبرع بأقمشة بيضاء لتكفين الضحايا. الصحفي عماد زقوت دعا عبر منصة إكس للتبرع بأي قطع قماش متاحة لتلبية الاحتياجات الضرورية في المستشفى.
في المقابل، يستمر الجيش الإسرائيلي في الترويج لما يُسمى بـ"الممرات الآمنة" التي ادعى أنها مفتوحة للنازحين من شمال القطاع إلى جنوبه. لكن تلك الممرات تحولت إلى مصائد قاتلة، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي الفارين من المنطقة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات. هذه الانتهاكات أكدت زيف الادعاءات الإسرائيلية بشأن سلامة تلك المسارات.
المكتب الإعلامي الحكومي ووزارة الداخلية في غزة أكدا أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات إعدام ميدانية للمدنيين على تلك "الممرات الآمنة"، وأن الاحتلال يستهدف أماكن النزوح بشكل متعمد. وأضافت الجهات الرسمية أن جرائم الحرب الإسرائيلية تشمل مجازر جماعية في المناطق التي زعم الاحتلال أنها "آمنة"، مما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات.
تستمر قوات الاحتلال في تنفيذ حملتها العسكرية الوحشية على شمال غزة، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف العمليات القتالية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.