”التخلي عن أحمد علي ”..مليشيا الحوثي تضع شروط مجحفة للإفراج عن معتقلي حزب المؤتمر
ما زال العشرات من القيادات المؤتمرية قيد الاعتقال في سجون الحوثيين للشهر الثاني على التوالي، وسط أنباء عن استمرار التواصل بين قيادة المؤتمر في صنعاء وقيادة الجماعة الحوثية.
أسفرت هذه الاتصالات المستمرة منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن إطلاق سراح بعض القيادات المؤتمرية، ولكن العديد لا يزالون رهن الاعتقال.
أفاد مصدر سياسي مطلع أن الاعتقالات طالت قيادات مؤتمرية تم عرض المشاركة في حكومة مليشيات الحوثي ورئيسها أحمد غالب الرهوي بصفة شخصية، ولكنهم اشترطوا موافقة الحزب.
وأوضح المصدر أن هؤلاء القيادات، الذين لم يُكشف عن أسمائهم، محتجزون في سجن جهاز الأمن والمخابرات بصنعاء، ويشغلون مناصب لا تقل عن درجة وكيل وزارة.
على الرغم من الجهود المستمرة للإفراج عن المعتقلين، لم يتم الإفراج عن أي منهم حتى الآن. تفيد مصادر مقربة من المؤتمر أن التواصل بين قيادات المؤتمر والحوثيين لا يزال قائمًا، لكن الخلافات تدور حول شروط وطلبات وصفت بأنها مجحفة.
وأكد مصدران في المؤتمر الشعبي العام أن الحوثيين يطالبون بإزاحة أحمد علي عبدالله صالح من منصب نائب رئيس المؤتمر وتعيين بديل له، وذلك مقابل الإفراج عن القيادات المعتقلة.
غير أن القيادات المؤتمرية ترفض ربط الموضوعين وتؤكد عدم قبول تلك الاشتراطات.
يتولى رئيس حكومة الحوثيين ، أحمد غالب الرهوي، دور الوسيط بين المؤتمر والحوثيين، حيث بدأ مهمته في 24 سبتمبر/أيلول 2024 بلقاء مع أمين عام المؤتمر الشعبي العام، غازي الأحول.
أسفر هذا اللقاء عن إصدار بيان يدعو أعضاء المؤتمر إلى التهدئة، وذلك بعد اعتقال نحو 20 قياديًا مؤتمريًا، أغلبهم من أعضاء اللجنة الدائمة.
تشير المصادر الإعلامية إلى أن حوالي 80 من القيادات الوسطية للمؤتمر الشعبي العام لا يزالون معتقلين في سجون تابعة لأقسام الشرطة والمناطق الأمنية في محافظات إب وتعز وذمار وعمران، بالإضافة إلى ما لا يقل عن عشرة قيادات أخرى في سجون جهاز الأمن والمخابرات بصنعاء.
تواجه قيادة المؤتمر الشعبي العام في صنعاء تحديات كبيرة بسبب اعتقال العديد من قيادات الحزب، وسط ضغوط متزايدة من أسر المعتقلين.
وذكرت مصادر خاصة أن الإفراج عن القيادات مرتبط بتقديم تنازلات من قبل المؤتمر.
أما فيما يتعلق بالمعتقلين من أسرة رئيس الحزب، صادق أبو رأس، فقد أفادت مصادر مطلعة أن الإفراج عن اثنين منهم كان بمثابة بادرة حسن نية، ولكن هذا الأمر وضع رئيس المؤتمر في موقف محرج أمام أسر القيادات المعتقلة الأخرى.
يعاني الكثير من المعتقلين في سجون الحوثيين من حالات صحية حرجة، تتفاقم بسبب ظروف الإخفاء القسري. فقد أفاد مصدر مقرب من عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر، فهد أحمد عيسى، أنه تم اعتقاله قبل أيام من سفره للعلاج، حيث يعاني من السكري وارتفاع إنزيمات الكبد.
وعبر المصدر عن القلق الشديد من تدهور حالته الصحية، إذ كان من المقرر سفره للعلاج، لكن تم اعتقاله ومنع الزيارة أو حتى إيصال الأدوية إليه.