السبت 3 مايو 2025 10:36 صـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

سياسي يمني يُحذّر: الحروب الحوثية تفاقم أزمة الجوع في اليمن.. ويؤكد: مواجهتها حصن للوطنية

الجمعة 2 مايو 2025 11:04 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
غلاب
غلاب

أثار السياسي البارز نجيب غلاب قلقًا عارمًا حول التدهور الإنساني في اليمن، حيث أشار إلى أن الحوثيين يستغلون الحروب لزيادة معاناة السكان، مؤكدًا أن أكثر من 10 ملايين يمني يعانون من الجوع الفادح.

ووصف غلاب النزاعات التي تشنها الجماعة المدعومة من إيران بأنها "جريمة إنسانية" تستهدف استنزاف شريحة واسعة من السكان، داعيًا إلى مواجهة الحركة الشيعية كجزء من "ذروة سنام الوطنية" لإنقاذ اليمن من الانهيار.

الحروب تُفاقم الأزمات الإنسانية
في تصريحات له، قال غلاب إن كل معركة تُعلنتها الحوثية تتحول إلى "قنبلة موقوتة" تهدد الأمن الغذائي في اليمن. وأضاف أن الجماعة تستخدم الحروب كوسيلة لتفتيت البنية التحتية وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، يعاني أكثر من 80% من السكان من نقص التغذية، بينما تجاوز عدد المحتاجين للدعم الغذائي 23 مليون نسمة ، ما يجعل الوضع في اليمن من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وأوضح غلاب أن "الحوثيين يعتقدون خطأ أن استنزاف شعبنا هو مصدر قوتهم"، مشيرًا إلى أن سياساتهم تدميرية، حيث تُستخدم الأراضي الزراعية كمطارات عسكرية.

ولفت إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات أدت إلى تدمير 70% من المنشآت الصحية وانهيار الشبكات الإدارية والاقتصادية.

"الاستعمار الداخلي" ودور إيران
استخدم غلاب مصطلح "الاستعمار الداخلي" لوصف سيطرة الحوثيين على المقدرات الوطنية، معتبرًا أن الجماعة تمارس "تسلطًا بدعم من إيران" لفرض هيمنتها على الجنوب والشمال.

واتهم طهران بتحويل اليمن إلى "مختبر تجريب لمشاريعها الإقليمية"، مشيرًا إلى دعمها العسكري واللوجستي للحوثيين عبر تهريب الأسلحة عبر ممرات بحرية وبرية. وأضاف أن هذا الدعم يمكّن الجماعة من مواصلة "العبث بالجغرافيا السياسية" وتجويع السكان لفرض شروطها.

موقف وطني: مواجهة الحوثيين حصن ضد الانهيار
في ختام تصريحاته، أكد غلاب أن مكافحة الحوثيين ليست فقط مسؤولية سياسية، بل "واجب وطني لإنقاذ اليمن من الجريمة الكبرى".

ودعا القوى الوطنية والمجتمع الدولي إلى دعم المبادرات التي تسعى لتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة، مع التركيز على إعادة بناء الدولة وإعادة توزيع الموارد بشكل عادل.

وأشار إلى أن "الوحدة الداخلية هي المدخل الحقيقي لمواجهة التدخلات الخارجية"، محذرًا من أن تجاهل المشكلة سيؤدي إلى "انفجار اجتماعي لا يمكن التحكم فيه".

وشدد على ضرورة تفعيل المؤسسات الوطنية ومحاسبة من ينهبون خيرات البلاد، مطالبًا بتحقيق دولي في الجرائم المرتبطة بتجويع السكان.

الردود والتوقعات
في ظل تصاعد التوترات، لم تعلق الجماعات الحوثية رسميًا على تصريحات غلاب، لكن مصادر مقربة من الجماعة أكدت أن "الاتهامات تفتقر إلى الأدلة"، مشيرة إلى أن الحوثيين يسعون لـ"بناء دولة العدل" وفق رؤية إسلامية.

من جهتها، أعربت المنظمات الإنسانية عن قلقها من تزايد الانتهاكات، مطالبة بفتح ممرات آمنة لتقديم المساعدات.

تظل أزمة اليمن حديث العالم، حيث ينتظر السكان تدخلًا جادًا لإنقاذهم من "الجهنم".