المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:44 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة

دعونا نبتعد عن السياسة ، فقد ملت الناس ، وصارت تشعر بالسأم والضجر عند الحديث عن الأحزاب وقاداتها، وأصبح حتى الطفل في كل ربوع اليمن، يدرك ويعلم علم اليقين إن أولئك القادة لا هم لهم ، ولا شيء يشغل بالهم وتفكيرهم، إلا جمع المال من كل حدب وصوب، وأشك ان كانوا يعرفون الفرق بين ما هو حلال أو حرام ، أما الشعارات البراقة والوعود التي يطلقونها فهم انفسهم صاروا يخجلون من ترديدها، لأنهم على قناعة تامة أن الجميع يعلمون انها كلمات جوفاء لا تقدم ولا تؤخر ، ومن أعماق قلبي أتمنى ان يكونوا ممن قال الله فيهم في محكم التنزيل " ليس لهم طعام إلا من ضريع ، لا يسمن ولا يغني من جوع." صدق الله العظيم.
سوف انقل لكم قصة حقيقية وقعت بين ثعلب مكار ، مع الإمام الشافعي ومجموعة من العلماء كانوا في سفر إلى اليمن ، وقبل الخوض في تفاصيل القصة ، فإن قيام الإمام الجليل صاحب المذهب الشافعي رضوان الله عليه ، بسرد ما وقع له مع مجموعة من العلماء ، تكشف عظمة هذا العالم ، وبساطته وتواضعه ، فهو لا يفعل كما يفعل المشايخ الحاليين " أبو ريالين " الذين يتحرجون من مواقف وقعت لهم ، ويجتهدون بكل قوة ان لا يعرفها أحد ، ظنا منهم إن ذلك سيقلل من قدرهم وينقص من احترام الناس لهم .
ولندع الإمام الشافعي رحمه الله عليه يروي الحادثة الطريفة كما وقعت له، ونشرت في كتاب "معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب" ويقول رضوان الله عليه
" كنا في سفر بأرض اليمن ، فوضعنا الطعام للعشاء ، فحضرت صلاة المغرب والطعام جاهز ، فتركنا الطعام وأقمنا الصلاة ، وكان الطعام دجاجتين ، فأتى ثعلب ونحن نصلي ، وأخذ دجاجة وهرب ، فلما انتهينا من الصلاة ، أسفنا على الدجاجة وقلنا : حرمنا طعامنا.
ويستمر في حديثه قائلا " وبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه الدجاجة نراه من بعيد ، فوضعها بعيداً عنا ووقف بعيداً عنها ، يقول : فهجمنا عليها ، فهرب الثعلب فلما وصلنا إليها فإذا هي ليفة على شكل دجاجة وليست دجاجة ، وبينما نحن نضحك على ذلك ، كان الثعلب قد ذهب وأخذ الدجاجة الثانية وهرب بها فضحك علينا الثعلب ونحن من كبار العلماء ..".
ليرحم الله كل علمائنا الأجلاء الذين كانوا صادقين ومخلصين ، ولا يترددون في كشف مثل تلك الحكايات ، لم يفكر الشافعي ولا العلماء ، إن ذلك سيقلل من قدرهم ، بل كانوا على قناعة انهم مثلهم مثل غيرهم من البشر الذين يقعون ضحية اخطأ او حيلة ماكرة من إنسان او حتى حيوان ، ولذلك خلدهم التاريخ ، وسارت ذكراهم العطرة على كل لسان رغم مرور سنوات طويلة منذ انتقالهم الى جوار ربهم فليسكنهم الله فسيح جناته ، انه هو الرحمن الرحيم.