مصاص الدماء ( دراكولا ) ..هل لا زال موجوداً؟
من القصص المرعبة عبر التاريخ، تلك التي تتعلق بمصاصي الدماء، وهذه القصص او الاساطير نشأت في اوروبا ومثلت في عدة افلام سينمائية، مصاصو الدماء يظهرون كجنس ثالث يجمع بين صفات البشر والذئاب، وشيئ من عالم الجن الخارق، وطبعاً هذا يعلمه الكثير ممن يتابعون الدراما، وانا هنا سأبتعد عن عالم الخيال وسأغوص قليلاً في عالم الواقع الذي نعيشه، وسأجيب عن التساؤل الذي وضعته في هذه المقالة، هل لا زال مصاصوا الدماء موجودون ؟ او هل كانوا موجدون اصلاً؟
ان قلنا عن النسخة الخيالية فهي غير موجودة سوى في خيال كتاب افلام الرعب والفانتازيا ، وكذلك في اساطير وحكايات المجتمعات البشرية في مختلف انحاء العالم، وتختلف تسميتهم من بلاد الى بلاد أخرى، وان نظرنا الى واقعنا وجدنا مصاصوا دماء، ولكن بشكل مختلف عن ما تروجه السينما، فهنا ليس لديهم انياب بارزة، ولايتحولون في الليالي المظلمة، او في نصف الليلة القمرية، في واقعنا يوجدون كبشر مثلنا، يتكلمون كما نتكلم ويأكلون مما نأكل، ولكنهم يعتمدون في حياتهم على مجهود الآخرين، يستغلون كفاح الآخرين لتأمين حياتهم، ويعملون على حرمان غيرهم من حقوقهم المادية والمعنوية، هذا العامل الكادح في ارضه وهذا العامل الكادح فوق عربة الكارو، وهذا العامل بمعوله يحرث الارض ويهزم الصخر ويُعلي من الجبال ابراجاً ليعيش فيها مصاصوا الدماء، لذلك فإن مصاص الدماء موجود في حياتنا يقتات عرقنا ونتاج كدحنا وعملنا الذي نقوم به بجهد يفرز العرق من كامل الجسد، وبدلاً من ان نعيش حياتنا الحرة يسعى مصاص الدماء ليجعلنا عبيداً له ولرغباته، انه يكره الحرية لغيره ويحبها لنفسه محتكرة، ليتسنى له استغلال من حوله وامتصاص نتاج جهودهم بدون اي مشاركة له في هذه الجهود .. مصاص الدماء كائن طفيلي يتغذى من خلال غيره .. يمتصهم ويمتص العرق والدم .. كائن يحيا على موت الآخرين بعد ان يمتص فيهم حتى املهم في الحياة الكفيفة.. بمعنى التي تكفيهم قوت يومهم، ولذلك فمصاصوا الدماء يتربعون على عرش الصدارة في واقعنا، يحكموننا ويحتكرون اقواتنا، يحاصروننا ويسعون الى ابقاءنا تحت سطوتهم واستغلالهم الذي بلا حدود .. ولدي اعتقاد جازم ان هؤلاء الى زوال وسيكفينا الله شرهم عندما يبلغ بهم ظلمهم وسلبهم لحقوق غيرهم من الناس واكلهم اياها حد انهم يظنون ان لا احد يقدر عليهم .. عندما يأمنون مكر الله .. ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون الظالمون الكافرون .