المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:23 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

اليمن: الغرب يدفع ثمن التّواطؤ ضدّ التّحالف العربي

لم يعد تهديد جماعة الحوثي لحرية الملاحة في الممرات البحرية الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر حدثاًً عابراً يمكن التعايش معه. انخفض عدد السفن العابرة يومياً لمضيق باب المندب من 60 سفينة إلى أقل من 12. لكن، حتى لو انتهت الحرب في غزة سيبقى التهديد جدياً وحقيقياً ويمس مصالح أكثر من أربعين دولة، بينها قوى دولية كبرى مثل الصين والهند، فضلاً عن الولايات المتحدة القوة العظمى الأولى في العالم، وأكثر من ثلاثين دولة أوروبية. والتهديد يطاول أيضاً الدول المتشاطئة في البحر الأحمر بدءاً من المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى الأردن، والأهم مصر التي فقدت جراء الهجمات الحوثية وأعمال القرصنة أكثر من 50 في المئة من عائدات قناة السويس الحيوية بالنسبة إلى الاقتصاد المصري. بالمقارنة أن الخسائر الإسرائيلية لا تذكر. ومرفأ إيلات المعطل هامشي نسبياً.


بالأمس تابعت على قناة "الحدث" العربية مقابلة مع رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي، أجرتها معه الزميلة لارا نبهان حول مسألة تهديد جماعة الحوثي لأمن الممرات البحرية في باب المندب والبحر الأحمر والمنطقة. قال الدكتور الشليمي ما معناه إن جماعة الحوثي التي يتم التعامل الغربي معها بالكثير من التساهل تهدد أمن البحار في باب المندب ومحيطه، لكن في ما بعد إذا لم يتم تأديب الحوثيين، فسيتعين على أوروبا وأميركا أن تنتظرا هجمات في البحار الأوروبية من الشمال إلى الجنوب. وقال أيضاً ما معناه إن إيران التي ترعى الحوثي يجب أن تشعر بتهديد لمصالحها الاقتصادية والسياسية لكي ترتدع. ولأن الغرب لن يقاتل على الأرض في اليمن يجب دعم قوات الشرعية اليمنية وقوات المكوّن الجنوبي التي وحدها يمكنها أن تفرض رادعاً عسكرياً على الأرض.


تقدير الدكتور فهد الشليمي منطقي. فالتساهل، لا بل التواطؤ الغربي على مر العقد الماضي ضد الشرعية اليمنية والتحالف العربي أسهما في تنمية قدرات جماعة الحوثي، وتسهيل مهمة الإيرانيين في تقوية الجماعة. لقد صنعوا خطراً بأيديهم. ومن هنا فالخطر الذي تتعرض له منطقة باب المندب أكبر من حرب غزة نفسها. وأبعاده ومضاعفاته ستستمر إلى أمد طويل بعد أن تنتهي حرب غزة.


صحيح أن الشعار الذي ترفعه جماعة الحوثي مرتبط بمساندة غزة ورفع الحصار عنها، تماماً كالشعار الذي يرفعه "حزب الله" من لبنان. لكن الصحيح أيضاً أن تهديد الملاحة البحرية الدولية من قبل الحوثيين، ومضايقة إسرائيل بهجمات انطلاقاً من لبنان، ما غيّرا من مصير قطاع غزة، ولن يغيّرا مصير حركة "حماس" والفصائل المقاتلة. وإيران غير مستعدة للدخول في حرب مفتوحة ضد إسرائيل وأميركا. كما أنها ضنينة بـ“حزب الله" ولا ترغب في تعريضه لخطر وجودي. لذلك نلحظ أن الحزب المذكور يتشبث بحرب "المشاغلة" المنخفضة الوتيرة حتى عندما تتجاوز إسرائيل الخطوط الحمراء لناحية قوة الضربات، أو عمق الاستهدافات الجغرافي. هذا ما يفسر العدد الكبير من الخسائر بين كوادر الحزب العسكرية. فضلاً عن التباين بين الضربات الإسرائيلية الموجعة ورد "حزب الله" المنضبط بقرار مركزي من طهران.


بالنسبة إلى جماعة الحوثي، لا تعبأ طهران بالضربات الأميركية – البريطانية على مواقعها. ففي اليمن الذي سقط فيه مئات الآلاف من المواطنين والمقاتلين في أقل من عقد من الزمن، فإن حساب الخسائر مختلف تماماً. وحدها ضربات منسقة مع الشرعية والمكون اليمني الجنوبي تفتح الباب أمام تغيير الواقع العسكري على الأرض يمكن أن تحدث فارقاً حقيقياً. فجماعة الحوثي بوظيفتها الإقليمية التي تدار من طهران ستشكل لعقود مقبلة الخطر المقبل على دول عربية كبرى في الإقليم، وعلى القارة الأوروبية بأسرها.

- نقلًا عن "النهار".