المشهد اليمني
الجمعة 4 أكتوبر 2024 06:16 صـ 1 ربيع آخر 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
عمل بسيط يوم الجمعة يجلب نوراً لوجهك يوم القيامة..تعرف عليه بهدف صاروخي.. صلاح يتخطى دروغبا ويصبح الهداف التاريخي لأفريقيا في دوري الأبطال صحفي يفجر قنبلة: قيادات حوثية تحول إب إلى ساحة للنهب والابتزاز السلطات الكويتية تسحب جنسية 133 شخصاً بينهم متهم إرهابي هارب في إيران صاعقتان تنهيان حياة شابين في لحج.. موسم الأمطار يستمر في حصد الأرواح افتتاح مبنى قيادة الطوارئ والدعم الأمني في عدن بدعم إماراتي قيادي بالانتقالي الجنوبي يهاجم القات: ”مخدر مُشرعن” يزيد من معاناة اليمنيين ناشط يمني : ”تصرفات الحوثيين الحمقاء تصنع لهم الأعداء بسرعة” قيادي حوثي يتحدث عن انتصارات المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي سبتمبر يشهد رابع أعلى معدل لقتلى لمليشيات الحوثي منذ بداية 2024 عاجل: استهداف ”هاشم صفي الدين” زعيم حزب الله الجديد خلفا لنصر الله بغارات اسرائيلية غير مسبوقة بالضاحية خبراء رقميون يشيدون بقرار الحكومة اليمنية بمنع زواج اليمنيات من العمانيين وحماية الفتيات من الابتزاز

البحر الأحمر.. و‘‘فنّ الإلهاء’’ السياسي

حسن حافظ
حسن حافظ

ما يحدث تبدو فيه نية الإلهاء والرغبة الأمريكية البريطانية في صرف أنظار الرأي العام العالمي عن غزّة وما يُرتكب فيها من مجازر يومية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ تواصل حكومة تل أبيب تهشيم القانون الدولي يوميًا، بفضل الحماية الأمريكية، التي أجبرت مجلس الأمن على أخذ إجازة مفتوحة، لم يقطعها إلا تقديم واشنطن مشروع قرار يطالب الحوثيين بوقف فوري للهجمات في البحر الأحمر.

اللافت في قرار مجلس الأمن أنه أعطى الحق للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالدفاع عن سفنها من الهجمات الحوثية، ما تُرجم على الأرض بهجمات أمريكية بريطانية ضد أهداف باليمن منذ 11 يناير/كانون الثاني الجاري، بحجة مواجهة الهجمات التي تهدد حركة الملاحة في البحر الأحمر، والتي لم تتجاوز ثلاثين هجمة حتى منتصف الشهر، فهل كان لها أثر سلبي واسع على الملاحة أم أنّ الرد الأمريكي المبالغ فيه هو ما نقل حالة ذعر مفتعلة لشركات الشحن العالمية؟.

أظن أنّ التصعيد الأمريكي البريطاني هدفه الإلهاء أساسًا، فهناك رغبة أمريكية في استخدام أي أوراق متاحة للتغطية على الجرائم الإسرائيلية اليومية في غزّة، مع تصاعد رأي عام عالمي رافض للمذابح بحق الفلسطينيين، فعلى ما يبدو أنّ واشنطن وجدت غايتها في تنفيذ سلسلة هجمات وفتح جبهة حرب تخفف الضغط الإعلامي على ربيبتها إسرائيل، ومن ناحية أخرى إجهاض أي نفس مقاوم في المنطقة ضد العربدة الإسرائيلية التي تنفرد بالفلسطينيين قتلًا وتشريدًا.

هناك تجاهل أمريكي أوروبي كامل لحقيقة بسيطة أنّ ما يجري في البحر الأحمر هو نتيجة طبيعية للمذابح ضد الفلسطينيين، والمواقف المخزية للمعسكر الأمريكي الذي يعمل كل ما في جهده لكي يواصل جيش الاحتلال عمليات الإبادة الوحشية دون تدخل أي طرف لإنقاذ الفلسطينيين، وعندما عبّرت أصوات يمنية عن رفضها لهذا الأمر، تجلى الرد في ضرب الحوثيين، لا حل أصل الأزمة بكف يد الإسرائيليين.

أما الإلهاء الأكبر الذي نتعرّض له هنا فهو مرتبط بتجنّب طرح الأسئلة المفترض مناقشتها حول أمن البحر الأحمر، فمن أسف أنّ التحرك الأمريكي البريطاني الذي يعكس الصراع الدولي على مدخل البحر الأحمر الجنوبي، يتم في ظل غياب الحضور العربي الكامل، رغم أنّ هذا البحر يمكن وصفه بالبحيرة العربية بامتياز، بل وتطل عليه أكبر دولتين عربيتين وهما مصر والمملكة العربية السعودية، ورغم ذلك لا نسمع إلا الصمت المحرج.

غزّة تُضرب بالقرب من شمال البحر الأحمر، واليمن يُضرب في جنوبه، والدول العربية المطلة على البحر لم تصل بعد إلى بلورة استراتيجية واضحة لتأمين الملاحة فيه، بل يُترك الأمر لقوى من خارج الإقليم بمهام تأمين البحر الذي يُفترض أن يكون شأنًا عربيًا داخليًا، أمر يرسّخ الفراغ الاستراتيجي الذي تعاني منه المنطقة العربية المستباحة دوليًا وإقليميًا بصورة واضحة لكل ذي عينين.

من كل هذا نخلص إلى أنّ الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن، هو في حقيقته حملة إلهاء لها أكثر من مستوى، الأول التغطية على جرائم الحرب التي تُرتكب في حق الفلسطينيين، بفتح جبهة حرب جديدة تشد أنظار الرأي العام العالمي، أما المستوى الثاني فهو غض النظر عن مفهوم الحرب العادلة التي فقدت معناها وتحوّلت إلى لافتة تخفي تحتها معنى العدوان، والثالث هو غياب الرؤية العربية لمناقشة الأمن الجماعي العربي في البحر الأحمر، ما يُعبّـر عن نفسه في أشكال الاستباحة المختلفة التي تعاني منها المنطقة حاليًا.

*عروبة 22