المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 05:05 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

فلسطين أزالت الغطاء عن ورطة العالم

صدع كبير في جدار الأكاذيب. خرجت لندن على هذا النحو المهيب، لتقول للهمجي الإمبريالي: هناك جانب من الناس يرفض أن يُختطف بالأكاذيب والبروباغاندا.

السياسي الغربي مجرد سكرتير عاجز أمام المنظومات الاستعمارية العميقة: المال، الإعلام، الصناعة، الجنرالات، الكنيسة، ومهندسي استراتيجيات الأمن القومي. ما إن ينجح في الانتخابات حتى يفقد كل شيء: شرفه، خياله، لغته، قيمه، وكل مقارباته.

تضع الإمبريالية العميقة الكلمات على شفتيه، يردد كالأحمق ما يملى عليه. هذا ما جعل اليسار الألماني الحاكم يبدو صهيونياً هستيريا، وبايدن الليبرالي الديموقراطي كواعظ في كنيسة، واليسار الطلياني كأنه شعبة عن الاستخبارات الإسرائيلية.

وحتى سوناك، الذي يفرك جلده منذ أربعين عاماً ليصفو قليلاً، بدا كما لو كان ساعي بريد تحت إمرة جنرالات أورشليم.

الحال هذه على ما هي عليه منذ الموجة الاستعمارية المبكرة. كان الصراع آنذاك يجري حول أربعة أساسات: الموارد، النفوذ، الدين، والطموحات الإمبراطورية.

لا يزال يجري بالطريقة نفسها. تراجع الإمبريالي من الواجهة مفسحاً المجال لمهرجين تافهين على طريقة أنالينا بيربوك وأشباهها ليتحدثوا كما لو كانوا يعبرون عن إرادة مجتمع الناخبين. وعندما يقول السياسي: ألمانيا، يخرج حروفها كما لو أنه حر تماماً، وأن ما يعنيه هي ألمانيا الناس.

قال ميرز، رئيس كتلة المسيحي الديموقراطي في البرلمان، إن بلاده لن تأخذ لاجئين من غزة ففيها ما يكفي من كارهي السامية. هذا التأجيج الكنسي يصطدم على نحو مباشر ببيانات وزارة الداخلية الألمانية أبريل ٢٠٢٣، وفيها قالت إن المهاجرين - المسلمين- مسؤولون عن ٢% فقط من الاعتداءات التي طالت اليهود في العام الماضي. وأن الفعل كله قام به الألماني الأبيض، ذلك الذي قيل له على مدى ألف عام إن اليهودي بغيض ومبتز وساحر.

الغرب عميق ومتوحش، وفي الواجهة ممثلون تافهون، يسطحون العالم إلى مشاكل مثلية وبلاستيك.

في الأعمق يعيش الهمجي الأبيض، وهو على أهبة الاستعداد للافتراس. تدافع الغرب على قلب رجل واحد لتحطيم هواوي الصينية. ومن رائدة في مجال التكنولوجيا فقد دفعت إلى ركن ضيق حد اعتراف مديرها قائلاً بأن أقصى طموحات شركته هي أن تبقى على قيد الحياة.

فلسطين قد تنقذ شعوب الغرب من مالكي العبيد، من المستعمر العميق الذي أخصى مجتمعه قبل الآخرين. وإن كان الحال يصعب إنقاذه.

إن أخطر ما حدث في العالم الغربي، مؤخراً، أمران: تلاشي اليسار، وانهيار التنافسية. الإعلام على تنوعه ينتهي بمالكين أو ثلاثة، خطوط الطيران على تعددها تنتهي بمالكين أو ثلاثة، شبكات السوشال ميديا على سعتها يملكها أقل من ثلاث أشخاص. يسري الأمر على كل القطاعات، ما يجعل أميركا، مثلا، في قبضة بضعة رجال وحسب. أولئك الهمجيون الذين لا حدود لسطوتهم هم من يملك البلاد، وما بايدن إلا مؤد سخيف، مرسال من النوع القديم.

فلسطين أزالت الغطاء عن ورطة العالم، حيث الهمجيون مختبؤون وراء لوحات عملاقة كتب عليها: الديموقراطية، الليبرالية، التنوع الخلاق، العيش المشترك، حرية الضمير، وبلاغات أخرى تستعصي على الحصر.