المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:32 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

إستعدادات لخوض معركة التوازنات وفرض سياسة كسر العظم لإضعاف الحوثي وعزل مخاطره

خالد سلمان
خالد سلمان

‏هل يمكن التعويل على الحوثي ليكون شريكاً في سلام يصنع أمناً مستتباً مستداماً، في أكثر المناطق حساسية إستراتيجية وأشدها حراكاً وإضطراباً في العالم؟
منذ البدء كان الرهان على مثل هكذا إمساك من الوسط لعصا التوترات اليمنية، ومحاولة خلق مقاربة تتخطى المنطق السياسي في لملمة جميع الأطراف في إناء حكم واحد، وخلق عجينة صالحة لإدارة بلد يحمل في داخله كل تناقضات ومحفزات الصراع المستمر.
كان ينبغي للفاعلين الدوليين الإدراك المبكر، إن خطورة الحوثي لا يكمن في ضرره الداخلي وإقصائيته لمن سواه، بل أنه يتخطى بأضراره، الجغرافية اليمنية، بإتجاه معقل المصالح الدولية حيث النفط والمضائق المائية والمشاريع الكوكبية الكبرى.
الحوثي غير قابل للتصنيف كطرف مستقل، ولا كمنتج يمني بحسابات وطنية مستقلة، هو صدى لمحور وذراع مسلح له، وهو جزئية صغيرة في معادلة إقليمية كبرى، غير قابل لعزله عن حواضنه ، والتعاطي معه بعقلية الإحتواء عبر سياسة إغراقه بالتنازلات، حد تسليمه حكم اليمن، أو في أحسن الأحوال تمكينه من الإمساك بجُل مفاصل الحكم.
هذه المقاربات أثبتت عدم فعاليتها، وأن مثل هكذا خطراً، هو غير قابل للتأطير السياسي ضمن صفقات حلول وترضيات، بقدر ماهو مكون مناط به تنفيذ مهام تقع في إطار الصراع الإقليمي الدولي ولصالح إيران.
فصل إيران عن هذه الترابطية للحوثي، ومنحه صفة الولد الصالح، هو كمن يمنح حزب الله الصفة اللبنانية ويعزله عن الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، فالإثنان الحوثي وحزب الله، ومعهما الفصائل الطائفية في العراق وسوريا، جميعهم يمتثلون لمطبخ سياسي واحد، وجهة واحدة توزع الأدوار وترسم السياسات: طهران.
مايحدث اليوم على صعيد الداخل اليمني من إنفراط لهذه الأوهام، ومحاولات إدخال الحوثي في سياقات سياسية تسووية، قد خرجت عن السيطرة، ما يعيد تصويب المقاربة السابقة التي لم تروض جموح الحوثي، مقاربة جديدة تطيح بفكرة أن الحوثي عامل إستقرار للمنطقة.
كل التفاعلات الراهنة ربما تتجه لصياغة قاعدة تعامل مختلفة، لا تفصل خطر الحوثي عن مخاطر إيران وأطماعها التوسعية، وبالتالي صياغة توجهات مغايرة، عنوانها الأبرز إضعاف الحوثي وعزل مخاطره، عبر تقوية الأطراف الأُخرى والإستعداد لخوض معركة إعادة تركيب التوازنات، حتى وإن أستدعى الأمر فرض سياسة كسر العظم.