المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:41 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

الصعود إلى الهاوية

حلمت بأن أصبح صحفيا، ثم تطور الحلم ورأيت نفسي رئيسا للتحرير، أو بائعا للصحف. كان والدي يدربني على هذا الحلم، وكان يصر على أن يكون اسم الصحيفة الجمهورية.
ثم صرت أكتب. في أولى إعدادي اجتمع المعلمون مع مدير المدرسة واتفقوا على منحي العلامة الكاملة في مادة العربي بمخالفة للتقاليد. وصار معلم العربي عندما يراني يردد: يقول علماء الاجتماع إن الشعوب التي. وأحيانا: يرى ابن خلدون. كان المعلم يمازحني بما كتبته في إجابة سؤال الإنشاء. ثم سألت معلما لي عن الطريق لأن أصبح شيخ دين، قال: ادرس شريعة ثم تبحر. لم تكن بالإجابة الجيدة، قال أبي أنت ولدت لتكون صحفيا. صرت أشعر، كتبت للاتي أعرفهن واللاتي لا أعرف عنهن شيئا ونادرا ما أغويت بالشعر امرأة. اكتشف سري موجها يعمل في التربية فاقترب مني بصدره العريض وقال ساخرا "مو تعمل؟جالس تشعر لهن؟مله الا شاقول". كتبت للصحف أخيرا، وادعيت أني صرت صحفيا. وعند سن الثلاثين جمعت أكواما مما نشرته، لقاءات وترجمات وتقارير ومقالات، وقدمته إلى نقابة الصحفيين. قلت لنفسي: سأصير صحفيا. رفض سعيد ثابت طلبي، ورفضه زملاؤه. استوفيت الشروط ولكن الشروط لا تكفي. وصلت ألمانيا وكنت أقول للناس إني صحفي فريلانسر، وكان أبي يهاتفني ليتأكد ما إذا كنت لا أزال على اتصال بالصحف. اشتركت بكبريات الصحف ودفعت رسوما ليست بالقليلة. وقلت للجيران أنا طبيب وصحفي، وفي مناسبات عديدة قدمت نفسي كصحفي، إلى أن اكتشفت حلاوة أن تقول إنك كاتب. صرت كاتبا وسألني صديق عزيز لماذا قدمت نفسك ككاتب وليس كطبيب، أجبته: ذلك حديث طويل. رأتني رفيقتي أدرب هيلين على الكتابة فغضبت واهتاجت وسحبت الطفلة إليها مزمجرة: لا أريد لها أن تمر بنفس التجربة ولا تجرب الخذلان نفسه، الكتابة عالم مليء بالزيف والظلم، انظر إلى حالك. إلى أن فقدت الجزء الأكبر من شهيتي للكتابة، لم أعد أحفل بمن كسب ومن خسر، وفقدت حماسي لصيانة اسمي. شيء ما من الوهج انطفأ، أو ربما ذهبت النار لتضيء أماكن أخرى. ربما، ربما مع توغلي في الطب وجدت الإبدال، التعويض، تمكنت من قياس المسافة بين الشكلي والجوهري، أو ربما أواسي نفسي بهذا الحديث. اتفقت مع والدي على أن أصبح صحفيا يوما ما، ومرت السنوات. قبل أيام قال في رسالة صوتية: ما أكثر اللي يسألوني عنك، شوف كيف رفعتك الكتابة. وتحسست نفسي: الكتابة؟ ماذا يقصد بالكتابة؟
بالكتابة رافقت بلادي ١٥ عاما، وهي تنزل السلم درجة درجة إلى أن ابتلعتها الهاوية. شاهدت كيف تقول الكتابة كل شيء ولكن الأمواج تمضي في طريقها، وكذلك الرياح.