المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:18 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

هذا هو النفاق في أفظع تجلياته!!

قدرنا أن نتعايش، كيمنيين، مع النفاق في افظع تجلياته.. نفاق الحاكم أقصد، وهذه ظاهرة طارئة في اليمن على حد علمي. ومن أسف فإن الفئة الأكثر انخراطا فيها هي فئة "الثورجيين"!

في فبراير 2012 كان اليمنيون يطوون صفحة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح والدخول في مرحلة انتقالية تنتهي بانتخاب رئيس جديد في فبراير 2014.

ما حصل أن "مات الرئيس .. عاش الرئيس" لم تكن البلد مهيأة لها. فالرئيس الأسبق لم يمت كما أن الرئيس الجديد لم "يعش" لكن "الثورجيين" كان لهم رأي مغاير إذ أن موجة تكريس "الرئيس" كبطل بدات في اليوم الثاني، هكذا تجلى عبدربه منصور هادي ثائرا من ميدان الجامعة نصبته الثورة رئيسا رغما عن مشيئة الحاكم الذي يوشك أن يغادر!

يمكن العودة إلى كتابات "الثوار" في المرحلة الانتقالية وبخاصة رموزهم في الساحات وفي الصالونات لنرى العجب. فيها بدا هادي "ابن" الثورة وأباها في آن.

كان الوضع هزليا قدر ما هو مأسوي… نائب الرئيس الذي ثار عليه الشعب صار بخفة البعض وانتهازيتهم قائد الثورة والبطل رغم أنفه!

كذلك جرت الأمور في عامه الأول؛ اكبر قدر من القرارات الرئاسية كانت من نصيب أحزاب المعارضة و"شباب الثورة"! وثمن هذه كان مدفوعا سلفا من شهداء الثورة وجرحاها، وهذه القصة الأكثر إيلامًا في المرحلة الانتقالية (2012- 2014).

لم تنته المرحلة الانتقالية لأن الهدف كان قد تلاشى، ولأنها انفتحت على مراحل تداخلت فيها سياسات "الزعيم" ونائبه الذي بات محاطا بالانتهازيين من زمن صالح ومن معارضيه فضلا عن حثالة من "الثورجيين" وجدوا في هادي القائد الضرورة لما سموها "ثورة".

عاش اليمنيون أشد سنواتهم بؤسا في السنوات التي تلت؛ صار الرئيس الانتقالي اعتيادي، والمرحلة الانتقالية دائمة و"الثورجية" يزاحمون رجال صالح الاوفياء على كراسي المقدمة والعرض الانتقالي يتجدد بالوفاق وبالحرب الى ان قرر ألرعاة تنحية "الرئيس الضرورة" والمجيء برئيس انتقالي اخر في مشهد لا نراه الا في مسرح "العبث".

بعد مرور أكثر من شهرين على رحيل هادي ومجيء العليمي يمكن القول اننا إزاء "مات الرئيس .. عاش الرئيس" برعاية خليجية مطلقة، وهذه المرة بلا أية رتوش؛ الثورجيون صاروا أكثر مراسا في نفاق الحاكم (حتى وهو لا يحكم خارج دار حكمه)، ورجال الرئيس الأسبق الأوفياء يتقاسمون الامتيازات مع "الثوار" واليمنيون العاديون ينفقون أو يتضورون جوعا … وللحديث تتمة.