الإثنين 9 ديسمبر 2024 10:21 صـ 8 جمادى آخر 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

أعظم ما فعلته تعز لحظة إنطلاق الصافرة الأولى

الإثنين 9 ديسمبر 2024 10:21 صـ 8 جمادى آخر 1446 هـ
عبدالسلام القيسي
عبدالسلام القيسي

إن أمجد شيء قامت به تعز هو القتال، أعظم ما فعلته مدينة تعز الانقضاض بوجه الكهنوت في لحظة الصافرة الأولى، هناك من يقول لماذا تعز لم تصمت كما فعلن كامل مدن الشمال وكانت ستنجو من ويلات الحرب والحصار ؟
وأنا سأقول: كانت تعز مختلفة فهي الشمالية الجنوبية، قامت بما يجب قبل أن نقم نحن حتى، فعلت ما يجب،
قاومت، قاتلت، هزَمَت وهٌزِمت، وسيرة الحروب الفوز والخسارة، ولكنها فازت بالمعنى القيمي، بالخلود والتأريخ ودنيا البطولات ..
لا تحاكموا تعز، مهما كان الوضع سيئاً في المدينة فلحظة حرية هي أمجد من أمن مكذوب، ومن عبودية وخوف مريعين، أن نتقاتل هنا كل لحظة ونحن أحرار أفضل من أن نموت تحت سيطرة الكهف بالطغيان والعبودية الدائمة، أن تعم الفوضى المدينة على أشياء وأشياء أصدق من أن نذل ونرضخ والحصار لهو طوق الشرف، لهو حزام العز فمدن قليلات عبر التأريخ تعرضن للحصار لأنهن لم يرضخن رغم قوة العدو وتعز إحدى هذه المدن، فالحصار تمكين
وعز
وشموخ
الحصار يعني أن تعز مختلفة وتخيف العدو ويلجأ للحصار الخائف، الذي يخشى أي مدينة. ومع ذلك لنشاهد الجانب الآخر للوك الكلامي القائل لماذا تعز لم تفك الحصار وهو كيف عجز العدو عن إقتحام مدينة تعز، فالشيء هو نفسه، وستبقى تعز،
كما بقت اسبرطة وذهب دارا، وكما بقت بغداد وذهب هولاكو، وكما بقت مدن الأزمنة والزمانات وذهب طغاة العالم وبقين هن يسخرن من المارون بأنوفهم الطاغية..
ستبقى تعز، لأنها أختارت الكرامة، ولا شيء آخر، والكرامة أعز من كل شيء، وأشرف.