المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 05:06 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

خُطى بلاخطأ

فتحي بن لزرق
فتحي بن لزرق


الأهداء الى المدينة التي تشتاق ساكنيها.
لحظة من فضلك ؟
- هاه؟
-أحتاج أن أزور (صنعاء) وقد توقفت الحرب وعم السلام ..
- يلا أطلع مشينا..
أريد أن اصل مطار صنعاء قبل ساعة من الغروب ..
احمل حقائبي واخرج الى باحة المطار حيث ينتظرني سائقو الأجرة الذين لايملّون ابداً من التفاوض الطويل حول الأجرة ..
أريد أن امضي وانا اجلس في مقدمة سيارة الأجرة كطفل وقد بدت عليه ملامح تحقيق إنجاز كبير.
اود أن تمضي بنا السيارة وتتهادى بالقرب من شوارع الروضة والجمنة وسوق الشايف مرورا بكل ضواحي المدينة وأطرافها.
أريد أن أعيش تفاصيل المدينة التي غابت عنّا منذ سنوات طويلة وطويلة جدا.
صنعاء جامعة اليمنيين ووطنهم الكبير.
في شوارع التحرير وازقتها الضيقة وتنوعها الكبير وتعدد الملامح اريد أن احث الُخطى بلا خطأ .
كشك الصحف العتيق وصاحب الخيل في حديقة ميدان التحرير والمصور الذي لايتعب ابداً من تفرس ملامح زبائنه.
التقط لي صورة للذكرى أمام برج "تليمين".
اريد أن ارتشف كوب شاهي عدني من يد العم مدهش بمطعم العدانية واجلس على طاولة صغيرة لتناول ماتيسر من العشاء حيث تتعالى الأصوات وتتداخل اللهجات ويحضر تنوع اليمن الكبير والعريق.
(عشي الشباب يا ليد) ( واحد خبز طاوة) و(واحد رطب) و( واحد احمر) ..
الدخان المتصاعد متحررا من كل شيء الا من عبق جمال المكان ..
أريد أن استقل حافلة ركاب صغيرة من التحرير الى حدة ..
أريد ان اسمع النقاشات الحرة للناس وجدالها الجميل وتعدد لهجاتها ، اريد ان أرى وثمة خوف ما قد غادر الى غير رجعة.
- على جمب ياعزي...
عبارة صنعاء الشهيرة اريد ان اقولها وامد بأجرة الباص وامضي لا أخاف أحدا ولا انتظر فزعا ..
أريد أن أصلي الجمعة في جامع (الصالح) بلا هتاف ولا انقسام ولا نزاع ، وعلى الأبواب أتأمل وجوه الأطفال مع ذويهم عسيب صنعاني وثوب ابيض ببياض قلوب اليمنيين التي نحبها..
خذني ياهذا جولة قصيرة الى وسط صنعاء القديمة .. باب اليمن وسوق الملح وسمسرة وردة والملامح القديمة واللهجة المتعرجة صعودا الى السماء..
-بكم هذا ياحاج؟
- بكم ما اشتيت..
اريد ترحيبا يمنيا يليق بقادم من "عدن" افتقد اليه منذ سنوات ..
عصرا احملني الى سفوح جبل عصر
أفرش حصيرتك ومدكاك .. مد لي ورقة قات أرحبي
انا لا اتعاطى القات .. فاتك نصف عمرك ياهذا ،في حد يزور صنعاء ومايخزن ؟!...
قهقهة بنصف العمر الذي قضى نحبه انتظاراً للحظة محبة وسلام ...
لاتتوقف بي ياهذا ..
خذني الى باب اليمن في طريق عودة الى عدن ..
- باقي نفر لبدء رحلة البيجوت
(وجوه الناس الطيبة ، صيحات الباعة المتجولين في الفرزة وحاجياتهم الغريبة ..
دعاء السفر الذي يلهج به السائق لحظة انطلاقتها صوب "عدن".
صوت ابوبكر سالم وهو يشدو ...
((يا عين لا تذرفي الدمعة ما دام لك في الأمل شمعة.
إنسي همومك جمعة واستبشري بالرجعة
رجعت حبيبك إلى ربعه للأهل والدار.
يا عين واترقبي وصله في أي لحظة على غفلة
عله يجيلك عله تصبح طريقه سهلة
ونفرش الدار له كله بورود وازهار
يا عين لا تيأسي لحظة ما بين غمضتك واليقظة
يمكن حبيبك يرضى ويلين بعد الغلظة
نخرج نقابله بالعرضة نضرب له الطار))
الله ما أحقر الأمنيات..

16 مايو 2022